للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يوم الجُمُعة بالخِلَع، وخَطَبَ الخَطيبُ بخِلْعته وجلس قاضي القُضاة في الشُّبّاك بخِلْعتِه (١).

وكانَ ركبَ السُّلطان يوم السَّبْت سابع ذي القَعْدة بالقاهرة وعليه الخِلْعة الخَلِيفتية السَّوْداء والعِمَامة المُدَوَّرة، وأرباب الدَّولة بين يديه عليهم الخِلَع السَّنِية، والصّاحب ضياء الدِّين النُّشّابي حامل تَقْلِيده من جهة أمير المؤمنين المُسْتَكْفِي أبي الرَّبيع سُليمان، وهو في كيس أطْلَس أسود، وأوله: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: ٣٠].

ويقال: إنّ الخِلَع بالقاهرة بلغت ألف خِلْعة ومئتي خِلْعة (٢).

٣٢٠٦ - وفي يوم الخَمِيس السّادس من ذْي القَعْدة تُوفِّي السَّيِّدُ الشَّريفُ العالمُ الفاضِلُ زَيْنُ الدِّين أبو عليّ الحُسَين (٣) ابنُ الشَّريف مُحيي الدِّين مُحمد بن عَدْنان بن الحَسَن الحُسَيْنيُّ، نقيبُ الأشراف بدمشقَ المَحْروسة في آخر النَّهار بدارِه، وصلِّي عليه يوم الجُمُعة عَقِيب الصَّلاة بالجامع المَعْمور، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغِير بتُربةٍ لهم.

وكانَ فاضِلًا في كتابة الدِّيوان والإنشاء، مليحَ الشَّكْل، جَلِيلًا، عارِفًا، وفيه بلاغةٌ وفصاحةٌ، وله معرفةٌ بشيء من كلام الإماميّة والمُعْتَزِلة، وباشرَ عِدّة مَناصب. وكانَ مُتولِّيًا في آخر عُمُره نَظَرَ ديوان الجامع، ونَظَرَ ديوان نائبِ السَّلْطنة ووكالتِه، باشرَ ذلك مُدّةً يسيرةً قبل موتِه نحو خمسة أشهر.

وعاشَ نحوًا من خمسٍ وخَمْسين سنة.

وله نَظْم، كتبتُ عنه شيئًا يسيرًا.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٤٢ - ١٤٣، والبداية والنهاية ١٦/ ٦٧.
(٢) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٤٢، وذيل العبر، ص ٤١، والبداية والنهاية ١٦/ ٦٧.
(٣) ترجمته في: أعيان العصر ٢/ ٢٨٨، والوافي بالوفيات ١٣/ ٥٠، والبداية والنهاية ١٦/ ٦٨، والدرر الكامنة ٢/ ١٨٦، والدارس ١/ ٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>