للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فلم يُجِيبوا إليه، فامتنَعُوا، فقيل لهم: أنتم باغيّة. فقالوا: لسنا كذلك، نحنُ نؤدِّي الأموال، والتُّجار عندنا. فقيل لهم: لا بُدّ من فَتْحه. فامتَنَعُوا. فأمرَ الملك خَرْبَنْدا بغَزْوهم، وجَهَّزَ إليهم ستّين ألفًا مع مُقَدَّمَين، مع قُطْلُوشاه أربعون ألفًا، ومع جُوبان عِشْرون ألفًا، فوصَلُوا إلى وسط بلاد كيلان، ونزلَ قُطْلُوشاه مع أصحابه في صَحْراء، وانفردَ جُوبان وأصحابه في مكانٍ آخر، ففتحَ الكيلانيّون سِكْرًا من البَحْر في اللَّيل، فوَصلَ الماء إلى الجَيْش، ورموا أيضًا نارًا في أشْجارٍ وأحْطاب، فاضطرَمَت النِّيران بالقُرب منهم والماء صارَ عليهم حتى كاد يغرقهم، وحارُوا في أمرِهم ليلًا، وأحاطَ الكيلانيّون بهم يَصْرخون عليهم، فقُتِل أكثرُهم. وقَتَلَ بعضُهم بعضًا في اختلاط الليل وظُلْمته، وأُصيب قُطْلُوشاه بسهم فماتَ.

وأمّا أصحاب جُوبان فسَلِم غالبهم ورجعوا مَكْسورين.

ورَسَم الملك ثانيًا بتجهيز جَيْش آخر لغَزْوهم، وساءَهُ ما وقعَ في جَيْشه، ولكنّه فَرحَ بموتِ قُطْلوشاه فإنه كانَ يَخافه (١).

٣٠٧٣ - وفي يوم الأحد السّادس والعِشْرين من صَفَر تُوفِّي الفقيهُ العَدْلُ بَدْر الدِّين مُحمدُ (٢) ابنُ ظَهِير الدِّين عبدِ الرَّحيم بن يحيى بن إبراهيم القُرَشيُّ، ابنُ خَطِيب نابُلُس بالمَدْرسة الظّاهرية بدمشق، ودُفِنَ الظُّهْرَ بتُربة الشَّيخ تاج الدِّين بمقابرِ باب الصَّغِير.

وكانَ شاهدًا وفَقِيهًا بالمَدارس.

٣٠٧٤ - وفي يوم الثُّلاثاء الثامن والعِشْرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ٥٦، والدرر الكامنة ٤/ ٢٩٧ (ترجمة قطلوشاه).
(٢) ترجمته في: الدرر الكامنة ٥/ ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>