للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• - وفي أوائل المُحَرَّم حَصَلَ تَشْويشٌ بينَ أربابِ الدَّولة الأكابر بالقاهرة، ووَصلَ الخَبَرُ إلى دمشقَ أنَّ الأمرَ كانَ مبدأه أنَّ السُّلطانَ امتنَعَ من التَّعْليم قليلًا، ثم تَرَكهُ بالكُلّية، وشاعَ في القاهرة أنه مَريضٌ ولم يكن إلّا مُغْضَبًا.

فلما كانَ أول يوم من المُحَرَّم أظهرَ ما عندَهُ من الغَضَب على الأميرين: سَلّار والجاشْنَكير، واجتمعَ إليه مماليكُه، وامتنَعَ بالقُلَّة من القَلْعة، وجلسَ كل واحد من الأميرين في دارِه وعنده أصحابُه.

فلمّا كانَ يوم الأربعاء ثالث المُحَرَّم ظهرَ الأمرُ في البَلَد، وأغْلِقت الحوانيت، وطلعَ إلى القَلْعة جَماعةٌ من الأُمراء، عليهم العُدَد، وصارَ على القلعة يَزَك من خارج، وركبَ الأعْسَر وجَماعة، وأحاطُوا بالإصطبل السُّلطاني والطّارمة. وباتَ النَّاسُ ليلة الخَمِيس كذلكَ، واشتدَّ الأمرُ، وكثُرَت الشَّنائع بالأسْواق. وقَلَّ الخُبزَ، ونادَى الوالي بفَتْح الأسواق والمَنْع من الكلام فيما لا يَعْنِي.

وفي يوم الثُّلاثاء راسَلُوا السُّلْطان، فأجابَ بقوّة نَفْس، ثم ضَعُف يوم الخَمِيس، وأخبرَهُم بمَن حَسَّن له ذلك من مماليكه، ودخلَ إليه الأُمراء يوم الجُمُعة وخَلَع عليهم، وعادَ الأمر إلى ما كانَ عليه، وقَوِي الأميران، وركبَ السُّلطان يوم الاثنين ثامن الشَّهْر (١).

• - وفي يوم الخَمِيس الثامن عَشَر من المُحَرَّم وَصَلت كُتُب الحُجّاج وفيها إنه حَصَلَ بمِنَى قَتلٌ ونَهْبٌ، ووَصلَ الرَّكْب والمَحْمَل يوم السَّبْت السّابع والعِشْرين من المُحَرَّم، وأخبروا بذلك، وأن مبدأَهُ ذلك كانَ هَوْشَة وقعت


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ٥٥ - ٥٦، والنهج السديد ٣/ ٦٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>