للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وله إجازةٌ من الشَّيخ موفَّق الدِّين، والفَتْح بن عبد السَّلام، ومِسْمار بن العُوَيس، وأحمد بن صِرْما، وغيرهم.

ومولدُه في سنة سبع عشرة وست مئة بسَفْح قاسيون.

وكان رَجُلًا مُباركًا، صالحًا، خيِّرًا، صحبَ الفُقراءَ، وحجَّ مَرّات، ورافقتُه في الحَجِّ، وقرأتُ عليه بوادي القُرى، وبالمدينة النَّبوية، وبمنَى وخُلَيْص، وسُدّ عليٍّ -رضي الله عنه-، وثَمَد الرُّوم، وتَبُوك، والزَّرقاء، وسمعتُ أيضًا منه بحماة.

• - وكَثُرت الأراجِيف بدمشقَ يوم الأربعاء ثالث عَشَر المُحَرَّم، وتَحَدَّث النّاسُ بالهَرَب، وجَعَلُوا يذكرون التَّوجُّه إلى ديارِ مِصْرَ وإلى حُصون الشّام مثل الكَرَك والصُّبَيْبة، وحِصْن الأكراد، وصَفَد، وشَقِيف أرنون، وشَقِيف تيرون، وشَيْزَر، وغير ذلك خَوْفًا من التَّتار (١).

٢٤٧٣ - وتُوفِّي الفقيهُ الفاضلُ المُشْتَغِلُ المُحَصِّلُ شهابُ الدِّين أحمدُ (٢) ابنُ العَدْل مَجْد الدِّين إبراهيم بن أبي بَكْر بن إبراهيم بن عبد العزيز الجَزَري، الشافعيُّ، في ليلة الثّلاثاء تاسع عَشَر المُحرَّم، ببستانٍ بالجبل، وحُمِلَ يوم الثُّلاثاء إلى ظاهر البلد، فصُلِّي عليه عَقِيب الظُّهر بجامع جَرّاح على باب الصَّغير، ودُفِنَ بقبر والده بمقابر باب الصَّغير.

وكانَ شابًّا لم يكمل ثلاثين سنة، وحَصّل تَحْصِيلًا جيِّدًا من الفَضِيلة بَحْثًا وحِفْظًا في الفقه، والأصلين، والنَّحو، وغير ذلك.

وكانَ بيني وبينه صُحْبة، وسَمِعَ بقراءتي كثيرًا من الحديث على شيوخ جمّة، وكانَ يقصدُ السماع بقراءتي، ويَحْفظ أسماء مَسْموعاته وشيوخِه ويُذاكرني في ذلك.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣١/ ٤١٢، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٧١٧، والبداية والنهاية ١٥/ ٦٣٣.
(٢) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٩٤٦، وأعيان العصر ١/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>