بابن الصّائغ، في ليلة الخَمِيس سَلْخ صَفَر بدمشق، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسيون بتُربتهم.
وكان يخدم في ديوان الخاصّ المَنْصوريّ، ولم يزل يَتَقلّب في خِدَم الدِّيوان، وكان يحافظ على الصَّلَوات في الجماعة ويجتهدُ في الدُّعاء.
وسَمِعَ الحديث من ابن عبد الدّائم، وابن أبي اليُسْر، وجماعة. ولم يحدِّث.
وحدَّثني من أثق به أنَّه رآه في النَّوم عَقِيب موته فسأله: ماذا وجدتَ من الله سُبحانه؟ فقال: كلّ خَيْر.
٢٢٥٣ - وفي صَفَر وصلَ شرَفُ الدِّين مُحمدُ (١) ابنُ شيخنا عِزّ الدِّين أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي الحَنْبليّ من القاهرة إلى صَفَد، وقد حَصَّل معه شيئًا، وأقامَ بها أيامًا، ومن عَزْمِه الرُّجوع للقاء العَسْكر المَنْصور والمسير معهم، فانقطعَ خبرُه، ولم يظهر أثرُه.
سَمِعَ من جدِّه، وعَمِّ والده مُحمد بن عبد الهادي، واليَلْدانيِّ، والمُرْسي، وابن عبد الدّائم، وجماعة. وظهرَ سَماعُه بعد موته للجُزء الرابع من "حديث إسماعيل الصّفّار"، على المؤتمَن بن قُمَيْرة التّاجر. وله إجازةُ ابنِ القُبَّيْطيّ، والكاشْغَري، وابن الخازن، وابن الصّابوني، وابن رَوَاج، والسّاوي، وجماعة، وحدَّث.
ومولدُه في ثالث عَشَر ربيع الأول سنة أربعين وست مئة بسَفْح قاسيون، وحَضرَ سماعَ الحديث في رَجَب سنة إحدى وأربعين وست مئة.
(١) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٩٢٩، وستأتي ترجمة والده عز الدين أحمد في وفيات سنة ٧٠٠ هـ من هذا الكتاب.