للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

و"كِفاية المُتَحفِّظ"، و"عُلوم الحديث" لابن الصَّلاح. وله تصانيف غير ذلك، وله شِعْرٌ حَسَنٌ، وله يدٌ في المُناظرة.

وعنده تحقيقٌ وإنصاف، وتواضع في بَحْثِهِ ولُطف، وكان يُحِبُّ أصحابَ الفضائل، ويُذاكر كُلَّ واحدٍ منهم فيما يَعْرفه، ولا يَخْلو وقته عن استفادةٍ أو إفادة. وكان يَسْهر كثيرًا من الليل في الاشتغال.

وسَمِعَ الحديثَ من ابن اللَّتِّي، وابن المُقَيَّر، والسَّخاوي، وابن الصَّلاح، وغيرِهم. وأجازَ له جماعةٌ من أصبهانَ، وبغدادَ، والدِّيار المِصْرية، والبلادِ الشّامية.

وخرّجَ له الشَّيخُ تقيُّ الدِّين عُبَيد الإسْعِرديّ مشيخةً عل حُروف المُعْجَم عِدّة شيوخها مئتان وستة وثلاثون شَيْخًا. وله شُيوخٌ لم يُكْتَب عنهم في هذا المُعْجَم نحو الثلاث مئة. وممّن أجازَ له: مُحمدُ بنُ عِماد، وابنا الزَّبِيديِّ، والدّاهريُّ، وعُمَرُ بنُ كَرَم، وعبدُ اللَّطيف ابن الطَّبَريّ، وعبدُ اللَّطيف بنُ يوسُف، وابن باتَكِين، وابن صَبّاح، وزكريّا العُلْبِيّ، والسُّهْرَوَرْديّ، وابن رُوْزْبة. وخرّج له الشَّيخُ جمال الدِّين المِزّي أربعين حديثًا متباينة الإسناد.

وكانَ يُحبُّ الحديثَ وأهلَهُ ويُسَرُّ بهم، ويقول: أنا من الطَّلَبة، ودَرَّس وهو صغيرٌ بالمدرسة الدِّماغية بدمشق، ثم وَلِيَ قضاء القُدْس ثم وَلِيَ قضاءَ البَهَنْسا والمحلة، ثم وَلِيَ قضاءَ حَلَب، ثم عاد إلى المحلة، ثم وَلِيَ قضاءَ القاهرة، ثم نُقِلَ إلى قضاءِ البلاد الشّامية، واستمرَّ فيه إلى حين وفاته.

وكان مُدَرِّسًا بالعادلية والغَزّالية، ودَرَّسَ بغيرهما.

ومولده في شَوّال سنة ست وعشرين وستِّ مئة بمدينة دمشق.

قرأتُ عليه "مُسْنَد الدّارمي"، و"عَبْد بن حُمَيْد"، و"عُلوم الحديث" لابن الصَّلاح، وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>