وفي هذا اليوم مات، أبو بكر (١) بن الخواجا شهاب الدين أحمد الحوراني بجدة، وحمل إلى مكة، فوصل به المعلاة في أوائل ليلة الجمعة سابع الشهر، وجهز بها ودفن بتربتهم.
وفي يوم الجمعة المذكور، مات الشيخ عثمان بن عبد الله المغربي، وصلى عليه بعد الجمعة عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة ووصف بالخير.
وفي يوم الأحد، تاسع الشهر، توجه القاضيان الحنفي، والحنبلي إلى الأمير أزبك، بسبب مكتوب بيت على الحنبلي يقال: أنه مزور، كان الساعي في ذلك أمين الدين الزين، وهو أن جارية الخواجا شمس الدين النحاس الدمشقي بيدها بيت ابن خلف، وكانت وصية على ابن زوجها سند ولها مملوك ابن النحاس فلما كبر نافسها فأدعت الفقر، وأرادت أن لا يؤخذ منها شيء، فأوقفت الدار وملكتها لبعض عبيدها، ويقال: أن الوقفية سابقة ثم قدمت تاريخ التمليك، وأخذ منها على ذلك ابن الزمن مبلغا استكثرته فندمت، فأشلت عليه بأنه أخذه منها على أن بعضه للحنفي، وبعضه للباش، وبعضه لعمر النجار خادم القاضي الشافعي ولغيرهم، وأشلت بذلك، وقبل الإشلاء اشترت/الدار من عبدها، وصالحت ابن الزوج على مبلغ، فلما شاع الإشلاء سمع القاضيان المذكوران وأرادا أمرا، فما طلع من يدها شيء.
(١) أبو بكر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن علي التقي بن الشهاب الحوراني الحموي الأصل الدمشقي المولد، نزيل مكة، ويعرف كأبيه بابن الحوراني، ولد في سنة ٨٧٦ هـ بدمشق، وقرأ بمكة القراءات والفقه، مات في سنة ٩٠٢ هـ، ودفن بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ٢١.