للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المالكي وكتب أجازته نظما (١)، ثم حفظ أيضا غالب ألفية الحديث وجانبا من المنهاج الأصلي (٢)، واعتنى به والده فاستجاز له خلقا (٣). كما أخذ عن الشمني بعض شرحه لنظم أبيه للنخبة وعن البقاعي في متنها وقرأ على السخاوي في بحث ألفية الحديث مع غيرها من تصانيف السخاوي (٤). وأخذ عن ابن إبراهيم الوزير صاحب "الزهر الباسم". وتألق نجم العز ابن فهد في الفقه والعربية وسطع ضياؤه في التخريج والكشف والتأريخ، وبرع في الحديث طلبا وضبطا، حتى قيل فيه: "ليس بعد أبيه ببلاد الحجاز من يدانيه في الحديث، مع المشاركة في الفضائل وجودة الخط" (٥) أما تليمذه ابن الشماع فقال: "وهو شيخ المحدثين بالبلد الحرام" (٦).

[رحلاته العلمية]

ينتمي العز ابن فهد إلى عائلة ذات مكانة علمية فهي عائلة مكية عريقة شغوفة بطلب العلم خصوصا علمي الحديث النبوي الشريف والتاريخ، أمّا العز ابن فهد فقد تولع بالتخريج والتأريخ (٧)، لذلك كان لازما عليه الرحلة في طلب العلم إرضاء لشغفه، وقد وصفه الغزي بقوله: "الشيخ الإمام الحافظ … الرحال المفيد" (٨)، وهو


(١) السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٢٤، الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٣٩، ابن العماد: شذرات الذهب ٨/ ١٠١.
(٢) السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٢٤، ابن العماد: شذرات الذهب، ٨/ ١٠١،
(٣) السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٢٤.
(٤) الشماع: القبس الحاوي ١/ ٣٩٨، ابن طولون: متعة الأذهان ١/ ٤٢٨.
(٥) السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٢٦.
(٦) الشماع: القبس الحاوي ١/ ٤٠٠.
(٧) السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٢٥.
(٨) الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٣٩، ابن العماد: شذرات الذهب ٨/ ١٠٠.