للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل ربيع الثاني ليلة الخميس سنة خمس عشرة وتسعمائة]

في أواخر يوم الجمعة ثاني الشهر توجهت [أنا] (١) والولدان جار الله وعبد القادر مع قاضي القضاة النوري علي بن أبي الليث بن الضياء الحنفي ومعه ولده، والسيد أحمد البخاري الحنفي إلى الطائف لزيارة (٢) السيد عبد الله بن عباس ، وسرنا حتى أتينا البرود وعنده بئر بدرجة في أثناء النهار فنمنا ساعة فرحلنا إلى الزيمة فوصلناها الضحوة العالية فجلسنا عند البركة التي بمكان الشريف هناك بين صلاة الظهر والعصر، وقرأ الولد جار الله على قاضي القضاة وعلي [ثلاثيات] (٣) صحيح البخاري، ثم سرنا إلى الصايغ أو قربه وبتنا إلى الصبح إلى أن وصلنا إلى وادي السيل (٤) ضحى ثم جلسنا [فيه] (٥) بين الصلاتين وسرنا إلى شيء من الليل وبتنا بالحماطة (٦) إلى الصبح وسرنا حتى أتينا وادي الطائف قرب الظهر. ونزلنا بالمسجد ثم


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، والتعديل من (ب) لسياق المعنى. ويقصد به المصنف.
(٢) السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة، لم يفعلها أحد من الصحابة والتابعين، ولا أمر بها رسول رب العالمين، ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين، فمن اعتقد ذلك قربة وطاعة فقد خالف السنة والإجماع، وقد ثبت في الصحيحين أنه قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا". انظر: محمد البركوي: زيارة القبور الشرعية والشركية، ص ٢٢.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "ثلا" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٤) وادي السيل: واد من روافد الضيق من روافد ليه فيه زراعة ومياه لبني عمر من ثقيف جنوب الطائف. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٤/ ٢٦٨.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "منه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٦) الحماطة أو الحماطي: واد لبلى يرفد وادي الفرعة فيصب عند قرية أبي راكة، يأخذ روافده من حرتي عويرض شرقا وحرة الرهاة غربا، وهو الفاصل بينهما في جهته. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٣/ ٥٥.