وفي يوم الجمعة، ثامن عشري الشهر، أعطى الأمير الماس قاضي القضاة النوري علي بن الضياء الحنفي مرسوما بولايته لقضاء مكة، وما معه عن من بها، وأعطاه ورقة من القاضي كاتب السر بن أجا بمضمون ذلك، وقريء بين يديه، وأرسل به إلى سيدي ابن العيني، فقرأه ابن الحناوي بحضرته، ومنع قاضي القضاة النوري أهله من الزغرطة (١)، وكذا وغيرهم من المهنئين ومن الضرب بالدف والنقارة، وشكر الناس له ذلك جزاه الله خيرا، وسال الناس للسلام عليه القضاة والفقهاء والتجار والمتسببون وغيرهم، وهنأ الناس بعضهم بعضا بذلك، وباشر الأحكام على أحسن حال، أدام الله له ذلك في خير وعافية.
وفيه وفي الذي بعده، زاد عبث العسكر بمكة، بحيث أخذوا لكثير من الناس الجواري وغيرهم، ودخلوا على الناس البيوت، وأخذوا لهم أشياء.
أهلّ جماد الثاني ليلة الأحد ٩٠٧ هـ
في يوم الإثنين، تاسع الشهر، حبست إمراة تركمانية عند الوالي، ذكر أن سبب ذلك، أنها جاءت تسأل عن بيت حزيمة بنت الشريف محمد ابن بركات، أو جاءت إلى فاطمة بنت بركات بن حسن بن عجلان تسأل عن حزيمة، فأرسلتها إلى بيت ولدها عياف بن محمد بن علي بن حسن بن عجلان، لزوجته هيف بنت محمد بن بركات، فلما دخلت عليها أظهرت أنها تعمل لها سحرا، أو أنها تعمل لهزاع فيموت بعد ثلاثة أيام، وأنها أخرجت مشاقا وغيره، وجاءوا لها بقارورة فيها ماء، فقالت شيئا أو عملت فيه شيئا حتى صار دما، فلما تحققوا منها ذلك ضربها إما عياف أو غيره، على خشمها حتى سال الدم من قطعه، وأرادوا شنقها، ثم أمر بها فحبست.
(١) الزغرطة: ترديد المرأة صوتها بلسانها في فمها عند الفرح. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٣٩٤.