أهلّ المحرم بالرؤية المحرم مستهل سنة تسع وتسعمائة ليلة الاثنين.
وفي صباحه، توجه القاضيان الحنفي والمالكي، ومعهما الصلاحي، وأخواه للسلام على الأتابك، فألبس الصلاحي بخلعة وطرحة، وقال: السلطان ولاه، وكان يقال إن الباش بكبيه ناظرا فترله عن النظر، وتكلموا في أموال أبيه أخذها الشريف بركات، والتي اشتراها الناس، وقالوا له أكتب جميع ذلك، فتوجه إلى بيته ومعه القاضيان والفقهاء والناس، وحصل للناس سرور بخبر ناظرهم، ونودي أمامه بالدعاء لقاضي القضاة ناظر المسجد الحرام والربط والأوقاف والأيتام، ثم لما وصل بيته لبس الطيلسان، وخرج وسلم على أمير الأول والباش.
ولما كان يوم الأربعاء، ثالث الشهر، توجه هو والقاضيان إلى المدرسة، واجتمعوا على الدويدار والخازندار، ودخلوا للسيد بركات، فأنعم عليه بما أخذ من والده الأصائل، فقوم بخمسة الآف دينار، وجعل ذلك للسلطان، ثم اشترى منه ذلك أحد مباشري الأمير فرج، بخمسة الآف دينار، ثم أجره الأرض والنخل ثلاث سنين بمائتين، وقالوا له أيضا: أكتب لنا كل من اشترى منكم دارا، فخرج على ذلك، وكتب لهم ذلك، فوجدوا بعض من اشترى ذلك بمكة، ومنهم المشيني وابن الشيخ علي، فأحضر المشيني وابن الشيخ علي، والمشيني مشترى لأولاد بنته، فطلب منهما مثل الثمن الأول، فقالا: يقدر في البيع ويترك الثمن ونلتزم، فما رضيوا فأطلقا وأعيدا، ثم كشفوا على البيوت، وجعلوا على ابن الشيخ علي مائتين وخمسين، وعلى المشيني مائة أو مائة وخمسين.
وفي ليلة الخميس، رابع الشهر، وصل إلى مكة بنات قاضي القضاة الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، وأخوهم تاج الدين.