للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل رجب ليلة الخميس سنة أربع عشر وتسعمائة]

في عصر يوم السبت ثالث الشهر ولدت البنت فاطمة بنت القاضي نور الدين علي بن أبي الليث بن الضياء الحنفي المكي قاضي القضاة بها، [وأمها] (١) سعادة بنت قاضي القضاة جمال الدين بن أبي السعود بن ظهيرة.

وفي فجر يوم الجمعة تاسع الشهر ماتت البنت المذكورة، وصلى عليها وقت طلوع الشمس أو قبيله عند باب الكعبة خالها قاضي القضاة الشافعي صلاح الدين بن ظهيرة.

وفي هذا اليوم برز بعض القافلة بالمدينة وتتابع بقيتها في اليومين بعدها.

وفي يوم الأثنين تاسع عشر الشهر مات المبارك مالك المغربي أو التكروري المالكي، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة عند الشيخ أبي لكوط رحمهما الله وإيانا. وفي هذا الشهر ظهر [مع] (٢) الناس قصيدة فيها إساءات بالغة على القضاة وغيرهم من الأعيان جاوزوا فيها الحد قاتل الله قائلها أبو بكر بن إسماعيل بن أبي يزيد، ويقال: أن كل من كان ينظم وله غرض عند أحد زاد فيها ما شاء، مع أن غالب نظمها ركيك ومستهجن، ثم عاكسهم غيرهم ومدحوا القضاة والناس، منهم عبدوه بن ناصر يعني المنسوب إليه، والجمال ابن شهاب الدين الفومني وسمعت هذه الثانية بحضور ناظمها (٣)، ثم أن أبا بكر


(١) وردت الكلمة في الأصول "وأمه" وما أثبتناه هو الصواب.
(٢) تكررت الكلمة في الأصل.
(٣) من العادات الاجتماعية ما يشير إليها المصنف، وهي أن بعض الناس كانوا يقومون بنقد بعض المتولين للمناصب والأعيان بقصائد من الشعر الهجائي، ويبدو أن بعضهم كان مظلوما والكثير منهم له غرض وكانت هذه القصائد تنشر بين الناس وتشنع على من قيلت فيه، وكان رد الفعل أن يقوم بعض الناس بمعارضة هذه القصائد بقصائد في مدح من هجى، ويشير المصنف -