للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل محرم ليلة الجمعة سنة إحدى وعشرون وتسعمائة]

أهله الله علينا بالأمن والإيمان والسلامة في خير وعافية آمين.

وفي يوم السبت ثانيه فكك المنبر القديم الذي يجدد له في الموسم وأراد الناظر قاضي القضاة الشافعي بن ظهيرة فك درج منبر الكعبة فسمعت أن شيخ الحجبة الطيب الشيبي امتنع من ذلك، وقال: أمرها إلى وأنا أريد أعمل منبرا يجلس فيه الذي يزرر [ثوب] (١) الكعبة فقال له الناظر افعل وشيل الباقي في الحاصل فامتنع فتركه القاضي (٢).

[و] (٣) في أول ليلة منه كان عقد القاضي الشرفي يحيى بن القاضي عز الدين الفايز ابن ظهيرة، على أم كلثوم بنت القاضي زين الدين عبد الباسط بن جمال الدين بن نجم الدين بن ظهيرة في بيتها، وكان العاقد قاضي القضاة الشافعي ولم يحضر إلا جماعتهم فقط. وفي صبح يوم الجمعة ثامن الشهر عمل سماط بدهليز بيت المال، الذي كان للقاضي أبي السعود حضرة القضاة والأميران والفقهاء، ثم جاء السيد أبو نمي بغير دعوه فإن كبار عبيد الشريف [طلبوه] (٤) فقالوا للشريف تروح تهنئ القاضي فتوجه وحضر وجلس معه القاضي.


(١) وردت الكلمة في الأصول "الثواب" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) كان الدخول إلى الكعبة يحتاج إلى درج كبير يشبه المنبر، وذلك لأن الكعبة مرتفعة عن الأرض. ويذكر لنا المصنف أن هذا المنبر كان يجدد باستمرار، وكان ذلك من أهم واجبات ومهام السادن، ولهذه الدرجة عمال يسمون بخدام درجة الكعبة. انظر: ابن جبير: الرحلة، ص ٧٠. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٥٩٦. بوركهارت: رحلات في شبه جزيرة العرب، ص ١٣٧.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصول، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "طلبوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.