في ليلة الأحد، سادس الشهر، ولد عبد الرحمن بن الكامل بن أبي الفضل بن العفيف عبد الله بن أبي الفضل بن ظهيرة، أمه فاطمة بنت الشرف أبي القسم بن محمد الغلة.
وفي ليلة الإثنين، سابع الشهر، وصل القاضي كاتب السر البدري ابن مزهر إلى مكة من جدة.
وفي صبيحتها، اجتمع عنده بالحاشية القضاة الثلاثة والباش، وتكلم معهم في أمر المنكر عليه محمد العامري، وإذا به جاءهم وأنكر عليه في وجهه أيضا، وتجاوب الكلام، ثم كلم العامري القاضي الحنفي، وبالغ معه وأجابه، فطلب القاضي كاتب السر الشهود، فحضر بعضهم ورأى الناس منكرين عليه، فقام وقام الجماعة معه، فكّر العوام عليهم ورموهم بالحصباء حتى أن بعض قناديل المطاف أصابه الحصباء فتكسر، ودعى العوام للباش، وشكروا القاضيين الشافعي والمالكي، ثم أن القاضي كاتب السر ذكر للباش، وكان بالإرسال في يومه، أن القاضي الحنفي أخبرني عنك أنك قلت: إذا وصل كاتب السر من جدة، إركب إلى باب الشبيكة وإمنعه من الدخول، وذلك بحضور القاضي الشافعي، وقال: نعم، فتشوش الباش، وأرسل للقاضيين المذكورين مباشرة، وذكر لهما ذلك فقالا: إن هذا لم يقع، وحلفا على ذلك.
فلما كان في ثاني يوم، يوم الثلاثاء، أرسل الباش للقاضيين الحنفي والمالكي، وطلبهما إليه فأعاد لهما القول، فأنكر الحنفي فحلفه الباش، وأرسلهما إلى كاتب السر، وحلف الباش بالطلاق من زوجاته الأربع أن هذا الأمر وقع، فلما توجها إليه، ومعهما مباشر الباش، ذكر له حلف الحنفي، فقال: نعم ذكر لي ذلك، فحلف الحنفي بالطلاق أن هذا ما وقع وتكرر الكلام بينهما، وانفصلا على ذلك، واجتمع القاضيان بالشافعي فأنكر أيضا، وحلف عليه.