أستار الكعبة. وعن يوم الوقفة بعرفات يحدّد أهل مكة ذلك اليوم حسب الرؤية الصحيحة لهلال الشهر دون اختلاف فيما بينهم
كما كانت لهم عادة وترتيب معين في دخول الإمام وخروجه من وإلى خطبة الجمعة.
ولا يتسع بنا المقام هنا لذكر كل ما بين أيدينا من عادات لأهل مكة المشرفة، التي عايشناها من خلال ما كتبه العز ابن فهد.
هكذا كانت الحياة اليومية المعتادة في مكة المكرمة جميلة هادئة ولا يشوش عليها إلا بعض الخلافات الناشئة بين ولاة الأمر أو ما كان يصيب مكة من حوادث فردية شاذة من قتل أو سرقة أو حوادث بسبب عوامل طبيعية مثل: السيول والعواصف والحرائق (الكوارث) أو الأمراض أو الجدب وقلة المطر في الفترة التي يتناولها المؤلف.
[الحالة الثقافية (العلمية)]
إن نشاط العلماء المسلمين في كل البلاد إنما هو ثمرة الوقت والجهد والإبداع.
ولا يتأتى ذلك للعالم إلا عندما يكون في حالة من الاستقرار تمنحه الفرصة للإنتاج.
وفي مكة المكرمة حيث ساد نوع من الهدوء النسبي في عصر المؤلف (عهد الشريف بركات) نجد أن العلوم انتشرت وبرع فيها بعض الرجال وما كان ذلك إلا بالعناية المسبقة بهم في مؤسسات التعليم العامة والخاصة. مثل: دروس المسجد الحرام وحلقات التعليم والكتاتيب (المكاتب) والمدارس والأربطة.
ونتج من ذلك النشاط العلمي انتشار العلوم والمعارف وبرز بعض العلماء في بعض العلوم وسنعرض نماذج من هذه العلوم ونذكر بعض من العلماء البارزين في كل علم.