وفي أوائله وصلت، أوراق وأخبار من المدينة الشريفة، وذكر أن السلطان (١) أرسل بقاصد لابن العيني وحده، أو لابن سبع وحده، أولهما، وأنهما يوليان الشريف جازان، وأنه يقوم بمائة ألف دينار دية المماليك المقتولين، خلا ما يتعلق بالوظيفة، وأن يحي بن سبع يقوم بعشرين ألف دينار لأجل المماليك أيضا ظنا، وأن أمر الحجاز راجع إليه، وأن يولي بمكة قاضي شافعي بخمسة عشر ألف دينار.
ووصل للمدينة أيضا الرماني بن دويدار أمير كبير يزبك، وأخبر أن مصر يصادر السلطان بها الناس.
ووصل قاضي القضاة الحنفي النوري بن الضياء الحنفي ورقة من الشيخ جمال الدين الكرماني، وفيها أن ابن معين الدين الجوهري من حين وصل من مكة، مرسم عليه بالقلعة، وسمعت أنهم تكلموا في الأوقاف وأنه في غاية التشوش بسبب ذلك، وأنه لم يسمع من مكة إلا الغلاء لا غير.
ثم وصل قاصد الشريف جازان أبو دنقر، وأخبر أن ابن سبع يحي واصل خلفه، فارقه من الطريق ومعه قاصد السلطان جلال البدري الساداف، وجد أستاذه السيد جازان قد توجه لجهة اليمن فقصده.
(١) هو سلطان مصر الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري. ابن طولون: مفاكهة الخلان في حوادث الزمان ١/ ٢٦٦، ٢٥٩.