كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

﵏، فجهزت وصلي عليها بعد المغرب عند باب الكعبة، ودفنت من ليلتها بتربتنا بقبر الشيخ عطية ووالده، وذلك غلط لأن أختها بالقبر الذي يليه لمكة.

وفي ليلة السبت، ثامن عشري الشهر، ماتت ست الجميع بنت الأشترا بن زايد أخت أبي القاسم وزوجة عبد الباقي بن زايد، وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة.

أهلّ شهر شوال بالرؤية ليلة الإثنين ٩٠٩ هـ

في صبح يوم الإثنين، مستهل الشهر بعد فراغ الخطيب من خطبته، لبس القاضي الشافعي صلاح الدين بن ظهيرة، والأمير الباش بكباي كل واحد منهما خلعة، عند شباك مقام الخليل المقابل للكعبة، فالتي على القاضي بيضاء فوق خضراء وتطليس بطرحة، والتي على الباش صوف فستقي بمقلب فرو، ولم تقرأ مراسيم، فإن الذي وصل بالخلع ذكر إنها طاحت منه، ومشى أمام الشافعي الحنفي، والمالكي، والفقهاء، والخطباء إلى بيته، وأنشد أبو السعود بن الطحيان المدني، وهم ماشون قصيدة بالتهنئة فأعطي دينارا (٢).

= *١) عبد الرحمن بن الشرف أبي القسم واسمه محمد بن أبي بكر واسمه أحمد بن التقى محمد بن محمد بن أبي الخير الهاشمي المكي ويعرف كسلفه بابن فهد، ولد قبيل ظهر يوم الأحد ثامن عشرة صفر سنة ٨٧٤ هـ بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن، سافر لمصر في رمضان سنة ٨٩٦ هـ فمات بالطاعون بها غريبا وحيدا في جمادى الثانية سنة ٨٩٧ هـ عوضه الله الجنة. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ١١٨.
(٢) مراسيم العيد من العادات الاجتماعية التي كان يحتفل بها أهالي مكة وينشدون فيها بعض الأشعار ويقدمون بعض العطايا للشعراء كما هو الحال في الأمصار الإسلامية.