للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حلفائهم فأراد جماعة البديوي المسير عليهم، فقال الجمال محمد بن أبي علي وعبد الشريف الجالس هناك لا تفعلوا شيء حتى تشاوروا الشريف في ذلك، فلما بلغ الشريفين ذلك استحسناه وقالا المقر في وجهنا، ثم اجتمع أولاد البدوي بالشريف ونادى لهم في مكة أنهم في وجهه.

[أهل جمادى الآخرة ليلة الثلاثاء سنة سبع عشرة وتسعمائة]

في يوم السبت خامس الشهر جاءت ورقة الشريف بركات للأتراك بأن الأمير الباش ما رضي يسمع ويرفع الظلم عن الرعية في العنب وغيره فسمع الباش فنادا ثاني يومه بالأمان والأطمئنان، وأن لا يؤخذ من الراحلة العنب إلا محلق واحد، ونادى المنادي على ذلك وقال لهم لا يؤخذ منكم إلا محلق واحد (١).

وفي يوم السبت ثاني عشر الشهر شرع البناه والفعلة والنجارين في إصلاح علو مقام الحنفي فأصلحت القبة ورمم ما فيها من الخشب، وأخراج الخشب الذي فيه الحديد المسمر في الجناح لحفظه لكون أطراف الخشب تالفة، وكذا الحديد وكسرت النورة التي على الأجنحة ثم أعيد.

وفي ثاني يوم بنوا حول القبة الخشب بالأجور أجوره أجوره وأعادوا الخشب الذي فيه [الحديد] (٢) أيضا، ثم كسروا النورة التي علو السقف وأعادوا غيره.

وفي ليلة الجمعة ثامن عشر الشهر جاء الشريف قايتباي إلى مكة واجتمع به الباش خير بك المعمار بقبة والده بالمعلاة، فاغلظ له الشريف وبين له كثيرا من أفعاله ومنها: أنه نادى في تلك الجمعة أنه لا يتحاكم إلا عند الأمير ومن تحاكم عند غيره لا


(١) انظر هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٣٣.
(٢) تكررت الكلمة في الأصل.