للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة السبت تاسع عشري الشهر، أو آخر اليوم قبلها ماتت بنت مسلم قريبة الفخر الشلح أم أبي بكر البوني وإخوته، وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، [ودفنت من يومها] (١) بالمعلاة.

وفي يوم الإثنين المذكور، كان ختم قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة أمتع الله بحياته لكتاب المنهاج للنووى (٢) ، وحضره جمع منهم قاضي القضاة الحنبلي محي الدين عبد القادر الحسني الفاسي، والخطيب شمس الدين الوزيري، والقاضي زين الدين عبد الباسط بن ظهيرة، وقرأ بعده القراء عشرا وأنشد بعض الحاضرين الملازمين للدروس في هذا العام قصيدا في القاضي واسمه [ … ] (٣).

أهّل شهر جماد الثاني ليلة الأربعاء ٨٩٨ هـ

في أول يوم الأربعاء المذكور، وصل قاصد من جدة وأخبر بوصول القاصد بحرا، ووصلت الأوراق إلى جدة، فإن السيد الشريف فوق ينبع ولعله واجهه وأخذ أوراقه وأرسل بالباقي. وأخبر هذا القاصد بوصوله، فلما كان بين صلاة الظهر والعصر وصل إلى مكة وفرق قاضي القضاة الأوراق بإرسالها إلى أربابها، والذي تيسر لنا علمه من ذلك من أوراقنا وغيره أن السيد عنقا يصل مع نائب جدة وأنه يجيء برا والله أعلم، وأن الشريف رميثة أخا صاحب مكة وصل إلى القاهرة ولم يواجه إلى


(١) وردت في الأصول "ودفن من يومه" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) النووي هو يحى بن شرف بن حسن بن حسين بن جمعه بن حزام الحازمي العالم، محي الدين أبو زكريا النووى ثم الدمشقى الشافعي، ولد بنوى سنة ٦٣١ هـ، كان من كبار الفقهاء في زمانه، ومات في سنة ٦٧٦ هـ. ابن كثير: البداية والنهاية ١٣/ ٢٩٤. الزركلى: الاعلام ٨/ ١٤٩.
(٣) هكذا في الأصول فراغ بمقدار كلمة واحدة.