للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل شهر رجب الفرد ليلة الأحد سنة ٨٨٩.]

وفي يوم الاثنين ثاني الشهر أمر قاضي القضاة الشافعي شيخ المدرسة الأشرفية (١) برهان الدين بن ظهيرة الشافعي أهل الحضور بعد العصر لقراءة الربعة أن يقرؤوا الفاتحة بعد الدعاء ويدعوا كل واحد للسلطان بالنصر وما عرفنا ما السبب في ذلك، إلا أن الناس يقولون لعل جاء في الجلاب الواصلة من الطور خبر غير سار يتعلق بالسلطان (٢).


(١) المدرسة الأشرفية: نسبة إلى منشئها السلطان الأشرف قايتباي الذي أمر ببناء هذه المدرسة قرب المسجد الحرام. وكانت هذه المدرسة مشرفة على المسجد الحرام مقابل باب إبراهيم، وجعل فيها اثنين وسبعين خلوه ومكتب للأيتام ومأذنة وبنيت هذه المدرسة بالرخام الملون وقرر بها أربعة مدرسين على المذاهب الأربعة وكان الانتهاء من العمل فيها سنة ٨٨٣ هـ وحج السلطان قايتباي في سنة ٨٨٤ هـ واطمأن بنفسه على العمارة، وممن تولى المشيخة بها القاضي البرهاني عالم الحجاز وولده الجمالي أبي السعود. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٦١٢، ٦٣٨، ٦٣٩، ٦٤٥ - ٦٤٨.
(٢) والخبر الواصل: هو انكسار عسكر السلطان الذي خرج من القاهرة في شهر ربيع الأول عام ٨٨٩ هـ وتقاتل مع عسكر علي دولات أخي سوار وقتل جماعة كثيرة من الجند. وقد جهز السلطان عسكرا آخر لنفس الغرض وفرق عليهم النفقة في شهر ربيع الآخر سنة ٨٨٩ هـ، وكانوا عند خروجهم نحو ألف مملوك، لذا كان الدعاء لمن خرج بالنصر. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٢٠٦، ٢٠٧، ابن طولون: مفاكهة الخلان، ص ٥٥. وفيه "خبر الحملة ووصولها إلى بلاد الشام".