للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر الشهر دخل الغزاويون وهم كثير، ومعهم كثير من الشامية فحج معهم جماعة من بلاد ابن جبر.

[أهل ذي الحجة ليلة الخميس سنة سبعة عشر وتسعمائة]

في صباحيتها حضر عند الأمير الدويدار طومان باي الشريفان السيد قايتباي صاحب مكة وأخوه السيد راجح، والقضاة الأربعة، والأمير خير بك الكاشف، وخير بك المعمار، [وبكباي] (١) وتكلموا في الصلح بين الشريفين ولم يقع بينهم اتفاق، ثم تكلموا في قضاء الحنفية، وأن القاضي نور الدين علي بن أبي الليث بن الضياء الذي جاءه قضاء الحنفية أنتقل بالوفاة إلى رحمة الله تعالى، وأن له ولدا يسمى بديع الزمان وذكر بعضهم أن له فضيلة فأمروا بإحضار الولد فحضر وذكروا أنه يتناظر هو والمعزول المرشدي، فسأله المرشدي عن أول ما يجب فسأل هو ابن المرشدي عن ذلك فقال: لا أعلم، ثم سأله ابن المرشدي عمن أوصى له بالثلث فلم يقبل ورد، ثم بعد موت الموصى قبل الموصا له فلم يجب، ثم أمروا بالإنصراف. وألبس الشريف قايتباي


= شيخ الشرقية، والشيخ رميح كبير بلاد شهى، كانت ثوراتهم من الأمور الداخلية التي شغلت سلاطين وأمراء مصر بمكافحتها، وكان هؤلاء الشيوخ يغلب عليهم حب النهب والسلب والرغبة في الاستيلاء على ما بيد الأتراك من جاه ونفوذ وكثيرا ما كانوا ينتهزون فرصة الفتن الداخلية بين الأمراء، أو خروج الجنود المماليك إلى غزوة في الشام أو غيرها، أو هزيمة تصيب جيشا محتربا، ثم يغيرون عليه أو على البلاد وفلاحيها وزراعها، فيسلبون ما لديهم من قوت ودابة، كذلك قد يدفعهم سلطان أو أمير بوسيلة ما فيعاونه في قتاله. وكان من أبرزهم شيخ العرب أحمد بن بقر وولده عبد الدائم، وبيبرس شيوخ الشرقية، وقد استمرت أحوال الشرقية في غاية الفساد من عبد الدائم بن بقر وإخوته. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٤٩، ٥/ ١٩٤، ٢١٢، ٢٩٨.
(١) وردت الكلمة في الأصل "بكبيه" والتعديل من (ب) وهو الصواب.