للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيهما الإخبار بولاية النوري ابن أبي الليث لقضاء الحنفية المرة الثانية، وأخبر بذلك أهل الجلاب الواصلة من الطور، وفيها ابن المزين يحي وعبد القادر القباني المصري وغيرهما، ونسب الخبر إلى الثاني بالتحقيق، وإلى الأول أيضا.

ثم جاءت الكتب في ثاني يوم أيضا، من غير القاضي بذلك.

وفي هذه الليلة، ليلة الإثنين، خامس عشري الشهر، شنق عبد عمر الشرابجي الجبان، فإنه كان قتل جارية لشرف الجبان وهرب، فاشتكى سيدها سيده عند الباش العتيق (١) والباش الجديد (٢)، وغرمه قيمتها لنفسه وغيره لأعوان الظلمة، كل ذلك والعبد مختفى، ثم صدف العسس العبد في هذه الليلة، فسألوه أين غيبته فذكر أنه كان بالحجاز، فربطوه وشنقوه بالمدعى.

أهلّ ذي القعدة ليلة الأحد ٩٠٢ هـ

في ليلة الأحد المذكورة، ضرب ولد أحمد بن محمد البغدادي، الصيرفي بجدة أخاه الأصغر بجنبية في بطنه، فبقي بها إلى أثناء النهار فمات، وصلى عليه بعد العصر، ودفن بالمعلاة، ثم غيب القاتل [وأرادت] (٣) الدولة مسكه، فما وجدوه ثم بعد دفنه ذهب جده إلى جدة للسيد محمد بن بركات، فكتب له كتابا إلى ابن قنيد، ورسم على أبيه صبيان الباش، فخلصه القاضي صلاح الدين وسلم عنه للمقدم أشرفيا، ثم تعلق عليه نائب المقدم فأخذ ثمانية محلقة.


(١) الباش العتيق: هو تنبك الاخرص. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٥.
(٢) الباش الجديد: ابو يزيد. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٤.
(٣) وردت في الأصول "واراد" وما أثبتناه هو الصواب لساق المعنى.