للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل رمضان بالرؤية ليلة الثلاثاء سنة ستة عشر وتسعمائة]

في هذا الشهر صلى ولدي عبد القادر التراويح بالقرآن كل ليلة.

[و] (١) في يوم الأربعاء تاسع الشهر أو الذي يليه وصل فتى البرهان السمرقندي من القاهرة برا، ومعه بدوي وكان وصوله بجدة ثم إلى مكة، وكان سفره سبعة وعشرون يوما، وسمعنا أن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن ظهيرة مات بالقاهرة في سادس رجب أو بعيده جاءني كتاب أن المقر الأشرفي الأتابكي أرسله للمقام الشريف إلى الثغر السكندري بسبب الكشف عن الأسوار والأبراج فتوجه/ وكشف وحضر إلى القاهرة في أمس تاريخه هو والأمير علان (٢) دويدار ثاني وتاريخ الكتاب ثاني مستهل شعبان، وأن طرابلس الغرب ردها الله على المسلمين ردا جميلا وقتل المسلمون من الفرنج مقتله عظيمة (٣)، وأن الأمير الباش أمير آخر، وثاني توجه إلى القدس (٤) الشريف لأجل الكشف فإن المقام الشريف نصره الله حين فعلت الفرنج


= استمر طوال الليل حتى أن القضاة تأخروا عن الذهاب إلى مكة فناموا ليلتهم ثم ارتحلوا في الصباح.
(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٢) هو الأمير علان من قراجا الدوادار الكبير، وكان السلطان الغوري قد أرسله هذا العام إلى ابن عثمان ملك الروم، توفي في شهر صفر سنة (٩٢٣ هـ) بالصعيد، ودفن في بعض الضياع هناك. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٨٤، ٥/ ١٦٧.
(٣) وقد ملك الفرنج مدينة طرابلس الغرب، وقد أحاط الفرنج بها برا وبحرا فوقع بين الفريقين واقعة عظيمة وقتل من المسلمين نحو من أربعين ألف إنسان، وقد جاءوها الفرنج من البحر في مائة مركب، ومن المراكب طلعوا إلى البر ووقع بينهما القتال حتى ملكوها. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٩٠.
(٤) القدس: مدينة مقدسة عند المسلمين والنصارى واليهود، والاسم الشائع لها بعد الفتح الإسلامي هو: بيت المقدس يليه في الشيوع اسم القدس الشريف، ومن أقدم من ذكرها بإسم القدس أبو العلاء المعري المتوفي سنة ٤٤٩ هـ إذ يقول: -