ثم أن الباش عقد مجلسا بدكته بالمسجد، وطلب القضاة الأربعة وشكى عليهم منهم، وأراد كتابة محضر فقالوا له: لا بد من أحد يشهد، ثم انفض المجلس، فجاء الأتراك إلى القاضي الشافعي، وقالوا له: سمعنا أنكم تريدون تكتبون محضرا فينا إيش عملنا؟ فقال لهم: ما أحد شهد عليكم بشيء، وأرضاهم بالكلام وأرسل للباش على أنهم يصطلحون، فامتنع فزادوا في التنكر، ومنعوا مقدمه من الكلام ورموا دكته، وقبان خليل القباني الذي سيرى الدوادارة، فاختفى ثم تكلم مع القاضي فدخل عليهم فسكتوا عنه، واستمر المقام بطالا.
وفي يوم الأربعاء، تاسع عشري الشهر، مات الخواجا شهاب الدين أحمد الهرموزي، ولم يدفن إلا في ثاني تاريخه.
أهلّ شهر رمضان ليلة الخميس ٩٠٢ هـ
في سحر ليلة الخميس، ضرب الباش تنبك الأخرص النور علي ابن ناصر الشاهد الواعظ بالطواف، بحجة أنه راءه [يريد يسلم](١) على الشيخ يحي الغزي، ويهنئه بالشهر، فقال له: أنت تتكلم في الطواف ودفعه، فقال له: إيش عملت؟ قال: تتكلم، فضربه على وجهه فصاح فوالى عليه ضربات على وجهه وهو يصيح، فصاح الناس وهم قليلون: ما يحل ما تفعل، حتى اجتمع الناس، ويقال: إن العوام هموا بالباش فقطع الطواف وخرج من حيث لا يرى، واستمر المضروب يصيح ويستغيث ويعظم نفسه على عادته فلما كان في الصبح اجتمع الترك بسبب ذلك، وبسبب أن غلاما للباش ضرب بعض غلمانهم، وجاءوا إلى القاضي الشافعي وهو ماش بالمسجد، واشتكوا الباش وطلبوا حضوره فقال: من
(١) وردت في الأصول "يسلم يريد"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.