للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الأربعاء، تاسع عشري الشهر، وصل إلى مكة قاصد من جدة بأوراق، وفيها أن أولاد الخواجا عيسي القارئ أرسلوا قاصدا من القاهرة إلى مكة على طريق الطور فتوصل إليها ثم ركب من البحر إلى المويلح أو غيره، ومات ثم وصلت الاوراق إلى ينبع ثم إلى جدة ثم إلى مكة، وفيها أن الفصل كثير، وأنه بلغ من يموت به عشرون ألفا، وأن الفصل في عاشر شعبان ودخل الشام والأسكندرية ومع أوراقهم بعض أوراق من قبل القاضي البدري أبي البقاء بن الجيعان، ويذكر أن جميع خدمه ماتوا، وذكر موت بعض الأمراء وغيرهم.

أهلّ شهر شوال ليلة الخميس شهادة عدد محصور ٨٩٧ هـ

أرسل في هذه الليلة قاصد إلى جدة فوصلها في أواخر الليل فلم يجدهم رأوه فكبروا ثم عيدوا صبيحتها (١)، وعيد أهل الوادي (٢) برؤيتنا.

وفي ليلة الجمعة، ثاني الشهر وصل قاصد من جدة بأوراق من القاهرة وصلت صحبة جلبة وأخبروا وراءهم بسبع أيضا وفي هذه الأوراق، موت جماعة، وأنه لم يبق أحد من الحجازيين المكيين والمدنيين وغيرهم، ومات غالب المغاربة، وأن الفصل كان عمله على العادة في الغرباء والأطفال والأرقاء (٣) ومات ابناء العشرين كثير، فالله يرحم الجميع ويحسن منقلبهم ومآبهم ويحسن عن أهلهم وثوابهم، وبلغ الفصل إلى الألف فما فوقها ثم تحققنا موت جماعة من المكيين، ومنهم ولدنا النجيب الفاضل


(١) يعني أن أهل جدة لم يروا الهلال، ولما اخبروا برؤيته كبروا في تلك الليلة وعيدوا في صبيحتها.
(٢) وعيد أهل وادي مر برؤية أهل مكة.
(٣) يبدو أن تفشي المرض في هذه الفئات لضعفهم وفقرهم.