للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل محرم الحرام، مفتتح سنة خمس وتسعمائة ليلة الجمعة،

أهلّه الله علينا باليمن والبركة والسلامة.

في أوائل هذا الشهر، أو أواخر الذي قبله، سمع جماعة الباش الذي بمكة أن زيلع بن محمد البوني، أراد مسك صبي، فهجموا عليه داره ومسكوه، وذهبوا به، وأرادوا تهدده بالضرب والتعزير، إلى أن أعطاهم أربعين دينارا، ثم إنه وبعض إخوته، وعبدهم سعيد، توجهوا للسيد بركات، وشكوا عليه ذلك، فكتب لهم كتابا إلى الباش بتهدد صبيانه، ويأمرهم برد ما أخذوه، فردوه بعد أن تغير الأمير وتكلم.

وفي أوائل الشهر، أمر المحتسب صبيه بمسك مديون، اشتكى عنده، فلما أراد مسكه صاح الشرع، فخلصه بعض عبيد القاضي صلاح الدين وغيره، وسحب هو إلى بيت القاضي، فانزعج وتكلم، وتكلم الترك أيضا، فأرسل صلاح الدين إلى القاضي المالكي فحضر عنده، وأغلظ الكلام، فأرسل الغريم للقاضي الحنفي، فإنه كان ادّعى عليه أولا وحبسه وأطلقه، فحبسه ثانيا، ثم توجه القاضي الحنفي هو والمحتسب فكسر عليه (١)، وسأله في التوجه إلى القاضي صلاح الدين، واعتذر له بأنه لم يأمر الترك، ففعل ذلك ثاني يوم أو ثالثه.

وفي أوائل الشهر، سافرت تجريدة للقرب مولد من (٢) صاحب حلي ابن يعقوب، وسافرت مراكب الهنود من جدة في اليوم العاشر أو الحادي عشر، كتب الله سلامتهم.

وسافر في مراكب الكنبانيين، الخواجا علي بن راحات وولده وبعض عياله، وفي مراكب الكاليكوتيين عمار بن علي الطاهر، وأخوه وابن عمه عبد القادر بن


(١) كسر عليه: هذه من الكلمات العامية والمراد بها رجع إليه وقابله.
(٢) وردت في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٩١ مولدى ولعلها صحيحة.