وفي يوم الإثنين تاسع عشري الشهر، مات الخواجا شهاب الدين أحمد بن علي الشامي الشهير بإبن شعبان بجدة، بطريق جدة متوجها إليها مطلوبا من نائب جدة لمن اشتكاه في دين وكان في غاية الصحة ثم حمل إلى المعلاة فجهز ودفن بها.
أهلّ ذي القعدة ليلة الثلاثاء ٩٠١ هـ
في ليلة الخميس، ثالث الشهر، أو أول ليلة الجمعة، التي تليه، وصل قصاد من مصر لنائب جدة ومعهم مرسوم أو مراسيم له ومرسوم للقاضي، والذي عرفناه القبض على بن مقلاس ووضعه في الحديد وضبط أمواله، وأن النور علي بن راحات استولى على أموال جماعة غرقوا في المركب المتوجه إلى الهند فليكشف عن ذلك ويطالع به، ويقال إنه محمول والله أعلم.
وأن عبد الباسط بن ظهيرة مات، وسمعنا إنه خلف مالا كبيرا فطالعونا بذلك، وإنه ظهر بجدة عين ولم تطالعونا بذلك، هذا الذي ظهر ثم ظهر أن السلطان أصرف على جميع العسكر حتى على الطواشية، فأعطى الخليفة ثلاثة الاف، وأمير كبير تمراز أربعة الاف والدوادار الكبير أقبردي كذلك، وبقية المقدمين ثلاثة ثلاثة، والمماليك مائة وبعضهم خمسين ودون ذلك، وجميع الطواشية سبعة الاف ولا يعلم هذا لماذا.
ولما جاء نائب جدة بعد أن ذكر أنه لم يستول إلا على أموال [ابن] مقلاس [وابن راحات] وتابا وظلا في الترسيم ثم أطلق ابن راحات بعد أن ذكر أنه لم يستول إلا على أموال أحياء وكلوه، وجاء ببعضهم ووصلوا في المركب إلى نائب جدة وذكروا له ذلك فأطلق، ويقال: أن الشيرازي ضمنه وأما الآخر فإنه مرسم عليه، وأظنه ظبط ماله، ويقال: إنه أشيع عنه بمصر إنه عمر عمارة بجدة ولقي بها مرطبانين ذهب والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير.