للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل شهر رجب ليلة الاثنين ٩١٠ هـ.]

في ثانيه حصل لمكة مطر مرة أخرى، وفي الشهر الذي قبله حصل ضرارا (١).

وفي ليلة الثلاثاء حادي عشر الشهر ماتت الشريفة الشهيرة ببنت زين العابدين وصلى عليها بعد صلاة الظهر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة بالقرب من تربة الأنصاري.

وفي صبح يوم الجمعة تاسع عشر الشهر سمعنا بوصول القاضيين الشافعي والمالكي والباش من جدة هاربين لما سمعوا أن الشريف حميضة وجماعته وبعض بني إبراهيم ومالك بن رومي ومعه عربه من زبيد متوجهين من ينبع لمكة، فلما قرب وقت الظهر وصلوا ومعهم قافلة كبيرة وأخبروا أن أوراقا في زعائم وصلت من يحيى بن سبع صاحب ينبع إلى الخواجا شمس الدين محمد بن يوسف القاري الشامي، وفيها أن حميضة متجهز إليكم في جماعة قليلين من بني إبراهيم، وأن نحن نردهم وما هم سامعين فاحترزوا وأرفع جميع حملك في الجلاب فإن عينهم ما هي إلا إليك.

وكان أول الزعائم وصلوا في عصر يوم الأثنين خامس عشر الشهر.

[و] (٢) في ثانية وصل زعيمتان، ثم في يوم الأربعاء زعيمة، ثم في مغرب ليلة الخميس زعيمة أخرى، ويقال: أنه أرسل ورقة للسيد قايتباي ويخبره أنهم في قلة وما عليك منهم ولا تبالي منهم، ووصلت ورقة من سليمان بن شبيب إلى القاري أيضا وإلى


(١) أن الماء كان شريان الحياة في مكة آنذاك. ومن أهم مصادر المياه الأمطار، ويدل قول المصنف على أنها لم تكن دائمة بل تتراوح بين شهر وآخر، وهذا يؤثر بدوره على مياه الشرب والحياة الزراعية.
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من النسخة (ب) لسياق المعنى.