للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمائة وخمسين دينارا، ونصف حوش من أولاد أبي الكلاب قيمه الخواجا الطاهر، وشرع في عمارة ذلك أول ربيع.

أهلّ صفر الخير ليلة السبت ٨٩٧ هـ

في ظهر يوم الأحد، ثاني الشهر، مات صاحبنا وصديقنا الشيخ العلامة المقنن سراج الدين أبو اليسر معمر بن يحي بن أبي الخير بن عبد القوي المكي المالكي، وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، ودفن من يومه بالمعلاة عند سلفه بقبر بكر، وشيعه خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى، من القضاة، والمشايخ، والفقهاء، والتجار، والعوام من أهل مكة وغيرها بحيث عد ذلك من كراماته، بل وحزن الناس كلهم، وصار من لا يعرفه يقول وهو ماشي في الجنازة: هذه جنازة رجل من أهل العلم، ولا أعلم أنه خلف في بدوه في مجموعه مثله، فالله يعوضه خيرا ويجعل [قراره] (١) الجنة، ويخلفه في أولاده وأهله وأحبابه، ويعوضنا وإياهم خير العوض وهو على ما يشاء قدير، وإنه كان لنا


= وقد نص الفقهاء على أن الوقف العامر لا يصح استبداله إلا في أحوال أربعة: -
١ - أن يشترط الواقف الاستبدال لنفسه أو لغيره.
٢ - إلا يشترط الواقف ذلك ولكن يمكن أن يستبدل الموقوف بما هو أنفع منه للوقف.
٣ - أن يغصب الوقف غاصب ويعجز المتولي عن استرداده.
٤ - أن يجري غاصب الأرض الماء عليها حتى تصير بحرا لا يمكن زرعها فإنه يجب على القيم في هذه الحالة أن يضمن قيمة الأرض.
أبي زكريا الحطاب الطرابلسي: كتاب شرح ألفاظ الواقفين والقسمة على المستحقين، ص ١٨٧. عبد الجليل عبد الرحمن عشوب: كتاب الوقف، ص ٥٤ - ٥٦.
(١) وردت في الأصول "قراه" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.