للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشحوته (١) وليس فيها شيء يشترى ولا يباع ولا مأكل ولا زاد، وأن جميع من فيها من [المتيسرين] (٢) خرجوا [رجالا] (٣) ونساء [وأطفالا] (٤) ومشاة على أقدامهم إلى الجبال وينزلوا بالعربان، فأجابوا أن معنا كفايتنا من الزاد وغيره، وأن نحن ليس لنا عند [أحد] (٥) غرض ولا شغل ومن خالف منا قابله بما تريد فلما سمع المقر المشار إليه أعلاه ذلك ألتمس يمينهم على ذلك فحلف كل من الجماعة المذكورين على المصحف الشريف بالله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم اليمين الشرعية الجامعة لمعاني الحلف شرعا أنه في طاعة مولانا/المقام الشريف وتحت أمر المقر [المشار] (٦) إليه ولا يخرجوا عن طاعته، وأن اقامتهم بمكة ثلاثة أيام من غير زيادة على ذلك، وذلك بحضرة السادة الموالي قضاة القضاة المشار إليهم أعلاه.

وكان ذلك يوم الخميس خامس عشرين رجب الفرد، فلما كان صبح الجمعة توجه المقر المشار إليه إليهم لسبيل الجوخي، ومعه جماعة من الأتراك وطلبوا منه خلعه للشريف المذكور حميضة يلبسها ويدخل بها فامتنع المقر المشار إليه من ذلك ولم يوافقهم على ذلك ودخلوا مكة المشرفة وأقاموا بها يوم الجمعة ويوم السبت، فلما كان يوم الأحد أرسل الشريف حميضة يطلب الشيخ عبد الكبير المذكور فتوجه إليه وذكر له أن يذكر للمقر المشار إليه أن الشريف حميضة يطلب منه ومن الناس المقيمين بمكة مبلغا يصرفه على عسكره وجماعته ويخلي بينه وبين المقيمين بمكة فأخبر الشيخ عبد


(١) مشحوته: يقصد المصنف أن مكة تعاني من إنعدام الأقوات والزاد.
(٢) وردت الكلمة في الأصول" المتسيرين "وما أثبتناه هو الصواب. والمتيسر وأهل اليسار هم علية القوم ومن أحوالهم في يسر ورخاء.
(٣) وردت الكلمة في الأصل" رجالال "والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل" وأطفال "والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من (ب) لسياق المعنى.
(٦) وردت الكلمة في الأصل" المشا "والتعديل من (ب) لسياق المعنى.