للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجلاب والزعائم والسنابيك وساروا عن جدة، فبلغ السيد الشريف حميضة وجماعته المذكورين فعل التجار ذلك وتحرزهم فقصد واجهة مكة فلما وصلوا إلى خليص جهزوا قاصد يسمى الشريف أبو سعد المحاش إلى مكة المشرفة للمقر (١) [الأشرفي] (٢) السيفي بكباي باش المماليك السلطانية بمكة المشرفة أعز الله تعالى أنصاره، ليعرفه أن الشريف حميضة المذكور بيده مرسوم شريف تقفو عليه وتعتمدوا على ما فيه فوصل القاصد المذكور وأخبره بذلك فلما سمع ذلك جهز المقر المشار إليه جوابه على لسان الفقير إلى الله تعالى الشيخ الصالح الورع الزاهد العارف بالله تعالى سيدي عبد الكبير نفعنا الله تعالى ببركته والمسلمين وصحبته مملوكين، وعرفه أن يذكر لهم أنهم لا يمكنون من الدخول لمكة المشرفة إلا بمرسوم الشريف بالدخول فتوجه الشيخ عبد الكبير المذكور ومن معه إلى الشريف حميضة المذكور وأخبره بذلك فذكر له أن إقامتهم بمكة المشرفة ثلاثة أيام ليتجهز للسفر لجهة اليمن لمحاربة أخيه السيد الشريف بركات، فلما وصلوا إلى سبيل الجوخي توجه لهم المقر المشار إليه وموالينا قاضي القضاة شيخ الإسلام (٣) صلاح الدين بن ظهيرة الشافعي، وقاضي القضاة شيخ الإسلام نجم الدين


(١) المقر: لقب يمنحه السلطان لكبار أرباب الوظائف الديوانية، وكذلك ينعم به السلطان على الأمراء، ثم أطلق على المبنى الذي يستقر فيه الحاكم. انظر: القلقشندي: صبح الأعشي، ٥/ ٤٩٤. دهمان، معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص ١٤٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل" الأشرف "والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٣) شيخ الإسلام: من ألقاب التشريف المركبة، معناه: شيخ علماء الإسلام. أطلق هذا اللقب بادئ الأمر على الفقهاء والمجتهدين، لكنه لم يطلق على صاحب منصب إلا في ظل الخلافة العثمانية، فقد كانت مشيخة الإسلام أعلى المناصب الدينية في الدولة، وشيخ الإسلام من أعلى الموظفين فيها، وقد تمتع بصلاحيات واسعة، فهو مستشار السلطان في المسائل الشرعية، وند منافس للصدر الأعظم، ورئيس العلماء والمفتين وهو الذي كان يبايع السلطان الجديد، وإليه أمر تعيين قاضي القضاة في الولايات، وهو الذي كان يفزع إليه من أجل تسكين الخواطر وإخماد الفتن. -