للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اطمأنت الناس وزال البأس، وحصل لكل الأمن على نفسه وماله وجاد الكريم عليهم بفضله وإحسانه وقد تواترت الأخبار بعدله في الرعية وقدم الخير من السهل والبرية وشاع ذلك في سائر البلدان وفشا العدل واضمحل البهتان، ووصل جلاب كثيرة من اليمن وزيلع، وبربرة، وعدن وغير ذلك فبعد الحمد على ذلك، وقد تباشرت مكة بالعمارة وقدم إليها الوفود والسيّارة، ومن حين وليها السيد قايتباي المشار إليه لم يدخل مكة ولا جدة ولا شوش على أحد وقد شكره على ذلك كل حر وعبد واستمر الأمر على ذلك إلى مستهل رجب الفرد سنة تاريخه (١)، فبلغ أهل مكة وأهل جدة بأن السيد الشريف حميضة وعياف وملحم ومالك بن رومي وظاهر بن قيماز تحركوا وطلبوا السفر إلى مكة المشرفة وجدة وجمعوا جمعا من بني إبراهيم ومن زبيد من أهل الصفراء وغير ذلك، ومن جملتهم ملعب [ابن] (٢) بذال، وزايد ابن خريص، وإبراهيم بن بسام وجمع كثير نحو المائة فارس وألف راجل وأكثر، وتجهزوا للسفر فمنعهم السيد الشريف يحيى [ابن] (٣) سبع أمير الينبع والسعيد من ذلك وأشار عليهم بعدم التوجه فلم يرجعوا لقوله وزادوا في طغيانهم فلما علم منهم المخالفة كتب للجناب العالي الخواجكي الشمس القاري (٤) عظم الله شأنه كتابا يعرفه وصولهم إلى مكة وجدة [ويحذرهم] (٥) منهم فإن قصدهم النهب والفساد فعند ذلك اجتهد الخواجا شمس الدين القاري المشار إليه وجماعة التجار المقيمين بجدة وحملوا ما خافوا عليه في


(١) أي شهر رجب من هذا العام (٩١٠ هـ).
(٢) وردت الكلمة في الأصل" بني "والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل" بني "والتعديل من (ب) لسياق المعنى. وهو يحيى ابن سبع شيخ زبيد وأمير ينبع.
(٤) يقصد به الخواجا محمد بن يوسف بن إبراهيم الشمس الدمشقي القاري الأصل الشافعي، ويعرف بابن القاري.
(٥) وردت الكلمة في الأصل" ويحدرهم "والتعديل من (ب) لسياق المعنى.