محي الدين عبد القادر بن أبي اليمن والطيب الشيبي وكاتب وتكملة تسعة أنفس.
ثم في يوم الخميس، ثالث عشر الشهر، حضر عند الأمير القضاة الأربعة، والباش، وصالح، والذين شهدوا في المحضر، فقريء خطوط الكاتبين، فأدعى صالح أنهم أعداءوه، فقدحه الأمير بل والباش وتهدده الأمير بالمقترح (١)، وأسكت أخاه غير مرة، وقال له: بين، وقدح ابن الزمن كثيرا، ثم أن الأمير أصلح بين القضاة بالمصادفة، بعد أن كان سأل الشافعي في ذلك قبل هذا، فامتنع وتم لهم ما سألوا فيه، ولازم فيه الشيخ أحمد بن حاتم، والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير.
وفي تاريخه، حضر الحنفي، والحنبلي لمدرسة السلطان، ومشى عليهم الشافعي ولم يزد على ذلك واستمروا على ذلك.
وفي ليلة الثلاثاء، حادي عشر الشهر، مات الخواجا نور الدين علي بن الخواجا محمد الشيرازي الشهير بالشيرازي بجدة، وحمل إلى مكة فوصل به إلى المعلاة، فجهز ودفن بها.
وفي ليلة السبت خامس عشر الشهر، ماتت زينب بنت علي بن صدقة الحلبي بغتة، فإنها كانت متوعكة، ثم إنها في هذه الليلة تقيأت دما وطلعت روحها في أثناء ذلك، وصلى عليها بعد الصبح عند باب الكعبة، ودفنت عند جدها بالمعلاة.
(١) المقترح: المواجهة، لأن قارحه: أي واجهه، ويقال: لقيه مقارحة: كفاحا ومواجهة. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٧٢٤.