للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتوجه إلى القاضي الشافعي قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة [مكشوف الرأس حافيا] (١) فلم يصادفه جالسا، فاستعار عمامة ثم بعد صلاة الجمعة جاء الشيخ موسى الظاهري إلى شيخ الرباط نور الله العجمي وقال له: الشرع، فامتنع. وقال (٢) صبي الشيخ الذي يقال له شرف الدين العجمي وجذب الشيخ موسى عنه، فاجتمع الناس وفيهم مماليك للسلطان المجاورون بمكة على نور الله، وضربوه ضربا كثيرا فيما يقال، واتوا به إلى القاضي الشافعي برهان الدين ابن ظهيرة فتوقف الشافعي في الدخول بينهما، وقال مرة: يعقد مجلس لهما، وقال مرة: اذهبا إلى الأمير ليحكم بينكما، وقال للجند: توكلوا بنور الله العجمي حتى توصلهما للأمير لئلا تقتله العامة، فتلزم نور الله بالقاضي وقال أنا بين/يديك ولا أذهب من هنا أبدا، كل ذلك من خوف العوام، فإنهم (٣) كبروا عليه كثيرا، وأسمعه القاضي كلاما، كل ذلك وهو يحلف أنه ما مسكه وما ضربه، وقال القاضي بعد ذلك: ما تحققت قلة دينه إلا بعد هذه الأيمان. مع علم القاضي بسيرته وما يتعاطاه من الأمور المفسدة، ويقال: إن عبد العجمي جاء إلى القاضي قبل ذلك بأيام واشتكى من سيده أنه يأتيه في دبره، فتشوش القاضي وأمر بإخراجه عند الدلال، ثم فك القاضي المجلس وقال للجند أحتفظوا به من الناس حتى نذهب به معنا إلى بيتنا، حتى يتفرقوا الناس، فذهبوا به مع القاضي إلى بيته، فتركه عند


= إلى محل القفل والفتح فيجر المفتاح إليه فيفتح القفل المعروف باسم الضبة لديهم إلى عهد قريب. الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ١٣٧، أنيس: المعجم الوسيط، ص ٥٥٨، الأنصاري، مع ابن جبير في رحلته ص ٣٣١ - ٣٣٢.
(١) استدرك الناسخ في الأصل هذه العبارة على الهامش الأيسر للورقة (١٩ ب).
(٢) وردت كذا في الأصول ومن خلال الكلام الذي بعدها يظهر أنها محرفة والأنسب أن تكون هذه اللفظة "وقام".
(٣) وردت في الأصل "فإنه" والتعديل هو الصواب من (ب).