كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

وفي يوم الخميس ثاني عشري الشهر ماتت أم الخير (١) بنت علي بن محمد يوسف الأميوطي، زوجة شيخنا الحافظ شمس الدين، وبهاء الدين، ورثها الدولة رحمها الله وجزاها الله خيرا.

وفي يوم الأحد خامس عشري الشهر وصلني أوراق من مصر بحرا من الشيخ شمس الدين محمد الداودي، وأخيه الشيخ شهاب الدين، وشيخنا العلامة زين الدين عبد الحق (٢) السنباطي، وولده شهاب الدين، وفي ورقة الأول أنه توفي سنة سبع عشر وتسعمائة في يوم الجمعة سابع عشر الشهر من أول ربيع الأول منها رئيس الأطباء والمعالجين الشمس (٣) القوصوني.

(١) هي أم الخير ابنة علي بن محمد بن يوسف الأميوطي الأصل القاهرية البهائية، ولدت في أواخر سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، وتزوجها شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي بكرا في سنة ثمان وأربعين وثمانمائة، واستجاز لها خلقا وحجت غير مرة، وجاورت بمكة والمدينة، وكانت في المسجدين على قدم عظيم من الاجتهاد في العبادة، توصف بالعقل والتودد والتدبر في القول والفعل، ورغبتها في البر والصلة والاطعام، وتقديمها في كثير من هذا على نفسها وشدة خوفها من الله تعالى. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٢/ ١٤٤، رقم الترجمة ٨٩٥.
(٢) هو: عبد الحق بن محمد بن عبد الحق بن أحمد بن محمد السنباطي القاهري الشافعي، ولد في إحدى الجمادين سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بسنباط ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم، ثم أقدمه أبوه القاهرة للدراسة والعلم، وأجاز له ابن حجر العسقلاني، والبدر العيني وآخرون بالتدريس والإفتاء، حج مع أبيه، وجاور بمكة والمدينة، كان صاحب علم وعمل وتواضع وحلم، توفي بمكة يوم الجمعة مستهل شهر رمضان من سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة ودفن بالمعلاة. انظر: ابن طولون: متعة الأذهان ١/ ٣٩٢. عمر بن أحمد الشماع الحلبي: القبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي ١/ ٣١٥ - ٣١٧، رقم الترجمة ٣٣١. العيدروسي: النور السافر، ص ١٤١ - ١٤٣. الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٢١ - ٢٢٣.
(٣) هو: شمس الدين محمد القوصوني، كان علامة في فن الطب، وفي سعة من المال. توفي يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول من عام (٩١٧ هـ) انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢١٨. -