للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء، ثامن عشر الشهر، جاءت ورقة من جدة من محمد بن راجح، أن الأمير الماس وصل إلى أبحر (١) في جلبة ومعه عشرة أتراك، وقواسة أربعون، ولم يدخل ينبع، ومر عليها في جلاب.

ثم في [يوم] (٢) الأربعاء، ثانيه، وصلت ورقة الماس للسيد هزاع، وكان دخوله جدة يوم الثلاثاء قبله، فأرسل له خيلا ورواحل.

وفي ليلة الخميس، عشري الشهر، توجه من زبيد أربعون فارسا ملبسين، وثلاثمائة راجل لمزينة (٣)، وهم عند البحر قريب من العدو، فأنذروا، وارتفعوا، وتحصنوا بالجبال، ولقيوا جارية، وعمارا، فجاءوا بهما، وأشاعوا أن الشريف لم يسمع بذلك، فلما سمع أرسل وردهم، ورجعوا ليلة الجمعة.

وفي يوم الجمعة، حادي عشري الشهر، أمر السيد هزاع بشنق ابن الأحمر اليمني، الذي يقال له يضرب بالرمل (٤)، وكان عند السيد بركات


(١) أبحر: هي مرسى جدة في البحر الأحمر، وموقعة في طرف جدة الشمالي الغربي، وتعتبر اليوم من المناطق السياحية بالمملكة، حيث يوجد به كثيرا من المنتزهات، وكثيرا من يقصدون جدة للتتره يذهبون إلى أبحر. ابن جبير: الرحلة، ص ٥١.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) مزينة: من القبائل العريقة في الجزيرة العربية، وهي مضرية النسب، وتنسب إلى مزينة بنت كلب بن وبره وتسكن نواحي الفرع إلى العقيق والنسبة إليهم مزني. الأمير الحافظ علي: الإكمال ٧/ ١٨٧. عاتق البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٤٨٤.
(٤) الضرب بالرمل: المراد به هو علم الرمل: وهو العلم الذي يبحث فيه عن المجهولات وهو خرافة. وهذا من علم العرافة والكهانة، لأن العراف: هو الكاهن والمنجم والرمال. والرمال: من يدعي علم الغيب، وذلك أن الله تعالى هو المنفرد بعلم الغيب، فمن ادعى مشاركة الله في ذلك، فقد جعل لله شريكا فيما هو من خصائصه، وقد كذب الله ورسوله. مسلم: الصحيح ٣/ ٤٤٧. الإمام محمد بن عبد الوهاب: كتاب التوحيد، ص ٩٨ - ١٠٠.