للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرضة الهندي فاشترى الحب كله وصار يبيعه من تحت يده ورجله فوقف المتسببون خوفا من اطلاعهم لما في أيديهم فقل الواصل لمكة فغلى ولا قوة إلا بالله.

وذكر جماعة نائب جدة أن التجريدة واصلة محققة ثم سمعنا اليوم أنها أيضا محققة والله أعلم ثم لم يصح شيء، وشنق نائب جدة شخصا قالوا إنه رآه في الليل ويقال أنه سكران وعربد وهو من أهل الحجاز وممن كان يخدم مفتاح البطيني وأهله.

وفي هذا اليوم يوم الأحد عاشر الشهر مات الشيخ داود (١) بن عمر بن أبي بكر الشيرازي الطيبي العجمي والد محمد الذي أمه هاجر بنت أحمد [السحولي] (٢) اليمني.

وفي هذه الجمعة كان بجدة بعض المماليك واجتمع بنائبها فأبلغهم كلاما في الباش بمكة فلما وصلوا مكة أبلغوه ذلك فتشوش وأرسل دويداره لنائب جدة ويجتمع بالشريف بركات فإنهم سمعوا وصوله لجدة وعاد بسرعة ليلة الخميس رابع الشهر وأخبر الباش بأن نائب جدة اسمعه كلاما في أستاذه فأرسل الباش في صبيحتها إلى القضاة فأخبرهم أن نائب جدة ما هو راجع عنا ولا عن الباش وأنا متوجه إليه فما أمكنهم إلا موافقتهم فتوجهوا معه في ضحى نهارهم خلا الحنبلي فوصل الباش إلى السيد الشريف بركات في أثناء ليلة الجمعة وضرب له خيمة أو صوانا (٣) بالقرب من الشريف لخارج جدة، ووصل القضاة إلى الباش ضحى يوم الجمعة فغداهم الشريف بركات [فصادفوا] (٤) أن المماليك الذين مع نائب جدة خالفوا عليه وركبوا فاختفى


(١) هو داود بن عمر بن أبي بكر الشيرازي، وهو ممن سمع من السخاوي بمكة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٢١٤ رقم الترجمة ٨٠٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "السعولي" والتعديل من (ب) وهو الأقرب للصواب.
(٣) صوان: أو صيوان: خيمة كبيرة تكون من القماش الثخين، لعلها منحوته من الصون، باعتبار أن الخيمة تصون ما بداخلها. انظر: إبراهيم السامرائي: المجموع اللفيف، ص ٦٢.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "فصادموا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.