للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: التنبيه على أن التحالف في هذا الباب ليس خارجًا عن قياس الخصومات؛ لينتفع بذلك عند قول الحنفية (١): أن التحالف ورد عند قيام السلعة على خلاف القياس؛ لحديث ابن عباس.

والشافعي ذكر الحديثين في "المختصر" (٢)، وَصَدَّر بحديث ابن مسعود، ونبه في غير "المختصر" على ضعفه، وإنما حمل أكثر العلماء من الأصحاب وغيرهم على الاعتماد عليه، واقتصارهم على ذكره، أنه الخاص بهذا الباب، واشتهر جدًّا.

قال ابن عبد البر: "هو حديث محفوظ عن ابن مسعود، مشهور أصله عند جماعة العلماء، تلقَّوه بالقبول وبنوا عليه كثيرًا من فروعه، وقد اشتهر عندهم بالحجاز والعراق شهرة يستغني بها عن الإسناد، كما اشتهر حديث: "لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ" (٣).

وقال ابن المنذر: "ليس في الباب خبر يُعتمد عليه" (٤)؛ يشير إلى الأخبار الناصَّة عليه بخصوصه؛ لخبر ابن مسعود وضعفه من جهة الإسناد.

ومقصود المصنف: أن الاستدلال بخبر ابن عباس على أن كلًّا منهما يحلف، وأما كيفية اليمين، فستأتي؛ وأمَّا تقرير كل منهما مدَّعًى عليه، فواضح، وقد زاده الْفَارِقِيُّ (٥) إيضاحًا، واستدل له بأحكام؛ منها: أنه إذا


(١) انظر: الهداية شرح البداية (٣/ ١٦٣)، المحيط البرهاني (٦/ ٥١٣ - ٥١٤)، حاشية ابن عابدين (٧/ ٤٧٣).
(٢) مختصر المزني (٨/ ١٨٤).
(٣) التمهيد (٢٤/ ٢٩٠).
(٤) الإشراف على مذاهب العلماء (٦/ ١٢٧).
(٥) الفارقي: الحسن بن إبراهيم بن علي بن برهون الفارقيّ، أبو علي: فقيه شافعيّ؛ ولد بميافارقين سنة: (٤٣٣ هـ)، وانتقل إلى بغداد فولي قضاء واسط فتوفي فيها سنة: ٥٢٨ هـ. انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (٧/ ٥٧)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>