للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التصانيف المحررة المطوّلة العديمة النظير، مع الدين والورع وحسن الطويَّة، والعقل التام، والتدين بالحديث" (١). وقال الزركلي عنه: "شيخ الإسلام في عصره، وأحد الحفاظ المفسرين المناظرين" (٢). وقال ابن الملقِّن الشافعي عنه: "ذو الفنون، تقى الدين أبو الحسن بقية العلماء" (٣).

* وفاته:

ابتدأ به الضعف في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وسبعمائة، واستمر بدمشق عليلًا إلى أن ولي ولده تاج الدين السبكي القضاء، ومكث بعد ذلك نحو شهر، وسافر إلى الديار المصرية - وكان يذكر أنه لا يموت إلا بها - فاستمر بها عليلًا أيامًا يسيرة، ثم توفي ليلة الإثنين المسفرة عن ثالث جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة، بظاهر القاهرة ودفن بباب النصر، تغمده الله برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه.

وأجمع مَنْ شاهد جنازته على أنه لم يُرَ جنازة أكثر جمعًا منها، قالوا: إنه لما مات ليلًا بالجزيرة ما انفلق الفجر إلا وقد ملأ الخلق ما بين الجزيرة إلى باب النصر، ونادت المنادية: مات آخر المجتهدين، مات حجة الله في الأرض، مات عالم الزمان، وهكذا.

ثم حمل العلماء نعشه وازدحم الخلق بحيث كان أولهم على باب منزل وفاته وآخرهم في باب النصر. وقيل: لم يحاكِ ما يقال عن جنازة الإمام أحمد بن حنبل سوى جنازة الشيخ الإمام في كثرة اجتماع الناس - تغمده الله برحمته (٤).


(١) "معجم الشيوخ"، لتاج الدين السبكي (١/ ٢٧٩).
(٢) "الأعلام" للزركلي (٤/ ٣٠٢).
(٣) "العقد المذهب في طبقات حملة المذهب"، لابن الملقن الشافعي (ص: ٤١٣).
(٤) انظر: "العقد المذهب في طبقات حملة المذهب"، لابن الملقن الشافعي ص: ٤١٣)، و"طبقات الشافعية الكبرى"، لتاج الدين السبكي (١٠/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>