للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصائب في قبض دَيْن الغائب"، و "الغيث المُغْدق في ميراث ابن المعتق"، و"فصل المقال في هدايا العمال"، ومختصره، و"إبراز الحكم من حديث رُفِع القلم"، و "الكلام على حديث: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلَّا من ثلاث"، و "الكلام مع ابن أندراس في المنطق" (١).

* ورعه، وثناء العلماء عليه:

كان ورعًا متعففًا، صاحب ديانة، سالكًا سبيل الأقدمين على سَننٍ من رب العالمين، لا يهتم بأمور الدنيا وأموالها، قال والده لأمه ذات يوم: "هذا الشاب ما يطلب قط درهمًا ولا شيئًا، فلعله يرى شيئًا يريد أن يأكله فضعي في منديله درهمًا أو درهمين، فوضعت نصف درهم، فاستمر نحو جمعتين وهو يعود والمنديل معه والنصف فيه إلى أن رمى به إلى أمه وقال: أيش أعمل بهذا خذوه عني" (٢).

قال عنه ولده تاج الدين السبكي في مدح عظيم أنقله بنصِّه؛ لصدق قائله، وعظيم محبته لوالده: "كان من الورع والدين وسلوك سبيل الأقدمين، على سنن ويقين؛ إن الله مع المتقين، صادع بالحق لا يخاف لومة لائم، صادق في النية لا يخشى بطشة ظالم، صابر وإن ازدحمت الضراغم.

منوط به أمر المشكلات في دياجيها، محطوط عن قدره السماء ودراريها، مبسوط قلمه ولسانه في الأمة وفتاويها.

شيخ الوقت حالًا، وعلمًا، وإمام التحقيق حقيقة ورسمًا، وعَلَمُ الأعلام فعلًا واسمًا.

إذا تغلغل فكر المرء في طرف … من مجده غرقت فيه خواطره


(١) "طبقات الشافعية الكبرى"، لتاج الدين السبكي (١٠/ ٣٠٧ - ٣١٥)، بتصرف يسير.
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى"، لتاج الدين السبكي (١٠/ ١٤٥)، بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>