للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أبو حاتم صالح الحديث (١). وقال أبو داود: لا بأس به (٢). وقال ابن معين: ليس بذاك (٣) وبعده إسناده ثقات، والدارقطني رواه من طرق، إحداها: وهي المعتمد عليها، قال: حدثنا أبو محمد بن صاعد قال: حدثنا عبد الله بن عمران العابدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "لَا يَغْلَقُ الرَّهْن؛ لَهُ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ". وقال الدارقطني: "زياد بن سعد أحد الحفاظ الثقات، وهذا إسناد حسن متصل" (٤). انتهى. وهو كما قال، فإن رجاله من شيخه إلى أبي هريرة مشهورون، وعبد الله بن عمر بن العابدي -بالباء الموحدة- صدوق، روى عنه الترمذي (٥)، وأبو حاتم، والباقون أثبات أئمة، وهذه الطريق أحسن من طريق ابن أبي ذئب؛ لأن سفيان بن عيينة أحد الأثبات في الزهري بخلاف ابن أبي ذئب وقد روي هنا بواسطة عن الزهري، والواسطة زياد بن سعد هو حافظ، متفق عليه (٦)، وكان عالمًا بمذهب الزهري، فلم يبق في القلب ريبة من رفع هذا الحديث ووصله، ويحمل رواية (٧) الشافعي التي رواها مُرسلة على أن سعيد بن المسيب مرَّةً نشط فوصله ومرةً أرسله، وقد يفعل العالِمُ ذلك في بعض الأوقات


(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٢/ ١٣٨).
(٢) انظر: ميزان الاعتدال (١/ ٦٥).
(٣) انظر: تاريخ بغداد (٦/ ١٧٣).
(٤) السنن (٢٩٢٠).
(٥) السنن (١٩١٨).
(٦) روى له البخاري (١٥٩١)، ومسلم (٧٤٣).
(٧) في هامش المخطوطة: "حاشية: قلت: فيه عنعنه ابن عيينة عن زياد بن سعد، وقد قالوا: إن المدلس إذا قال: "عن"، ولم يصرح بالسماع لا يحتج به، وما في "الصحيحين" من عنعنته محمول على السماع. فتأمل هذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>