للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثة الموصل طولًا، ومن عذيب؟ القادسية إلى حلوان عرضًا، وحديثة الموصل آخر عملها في صوب العراق، والمراد من حلوان عقبتها على ما قاله بعضهم هذا حد العراق. وحد سواد العراق لا يستثنى منه شيء، لكن يستثنى من الدخول في حكم السواد البصرة، ليس لها حكم السواد، وإن دخلت في حده إلا في موضع شرقي دجلتها يسمى الفرات، وموضع من غربي دجلتها يسمى نهر الصراة هما داخلون في الحكم والحد وبقية البصرة داخل في الحد لا في الحكم؛ لأنه كان مواتًا، فأحياه المسلمون والحكم الذي سنذكره من الوقف أو الملك، إنما يكون لما عدا الموات، والتنبيه على استثناء هذا العدد خاصة يقتضي إن لم يكن في جميع أراضي العراق موات غيره، وذلك محمول على الأماكن العامرة لما تكلم الفقهاء في ذلك، ولا يمتنع أن يكون فيها موات إلى اليوم لا يحتاجون إلى استثنائه لأنه لا يدخل في حكم وقف ولا ملك، وكذا كل بلد ألحقناه بسواد العراق، فإنما يراد به ما كان عامرًا أو مزدرعًا.

أما الموات فلا، إذا عرف هذا فسواد العراق فتح في زمان عمر (١)، والصحيح المشهور: أنه فتح عنوة (٢).

وفي وجه لأصحابنا: أنه فتح صلحًا (٣)، وهو بعيد.

وعن محمد بن سيرين: أن بعضه صلح وبعضه عنوة (٤)، ولا يدرى هذا من هذا.

والذين قالوا: إنه عنوة أطلقوا القول واستثنى الخطيب في "تاريخ


(١) انظر: كفاية النبيه (٧/ ١٢٠).
(٢) انظر: فتح العزيز (١١/ ٤٤٩).
(٣) انظر: الحاوي الكبير (١٤/ ٢٥٧).
(٤) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>