للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال:

وإن أسلم [إليه] (١) إلى محل فأحضر المسلم فيه قبله، أو شرط أن يسلم إليه في مكان فأحضر المسلم فيه في غير ذلك المكان؛ فامتنع المسلم من أخذه نظرت؛ فإن كان له غرض صحيح في الامتناع من أخذه؛ بأن يلزمه في حفظه مؤنة أو عليه في حمله مشقة، أو يخاف عليه أن يهلك أو يؤخذ لم يلزمه أخذه، وإن لم يكن غرض صحيح في الامتناع لزمه أخذه.

فإن لم يأخذ [يأخذه] (٢) رفع إلى الحاكم ليأخذه عنه، والدليل عليه ما روي [أن] (٣) أنسًا كاتب [عبداً له] (٤) على مال إلى أجل فجاءه بمال قبل الأجل فأبى أن يأخذه؛ فأتى عمر فأخذه منه، قال له: اذهب فقد عتقت، ولأنه زاده بالتقديم خيرًا [فلزم] (٥) قبوله.

قصة أنس هذه ذكرها الشافعي في "الأم" (٦) منقطعة؛ فقال: أخبر بأن أنس بن مالك وفيها: وكان في الحديث فأمره عمر بأخذها منه وأعتقه، وكذلك رواها البيهقي في "المعرفة" (٧) من جهة الشافعي، وفي "الأم" بعد


(١) غير موجود في المطبوع من المهذب.
(٢) في المخطوطة: "يأخذ"، وما أثبتناه من المطبوع من المهذب.
(٣) سقط من المخطوطة، والصواب ما أثبتناه من المهذب (٣/ ٧٩).
(٤) في المخطوطة: "عبد الله"، وما أثبتناه من المطبوع من المهذب.
(٥) في المطبوع من المهذب: "فلزمه".
(٦) الأم (٣/ ١٤٠).
(٧) معرفة السنن والآثار (٨/ ٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>