للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خشية الله ألوانًا.

أقسم بالله أنه لفوق ما وصفته، وإني لناطق بها وغالب ظني أني ما أنصفته، وإن الغبي سيظن في أمرٍ ما تصورته.

وما عليَّ إذا ما قلت معتقدي … دع الحسود يظن السوء عدوانَا

هذا الذي تعرف الأملاك سيرته … إذا ادلهمَّ دُجى لم يبق سهرانا

هذا الذي يسمع الرحمن صائحه … إذا بكى وأفاض الدَّمع ألوانا

هذا الذي يسمع الرحمن دعوته … إذا تقارب وقت الفجر أو حانا

هذا الذي تعرف الغبراء جبهته … من السجود طوال الليل عرفانا

هذا الذي لم يغادر سيل مدمعه … أركان شيبته البيضاء أحيانًا

والله والله والله العظيم ومن … أقامه حجة في العصر برهانا

وحافظا لنظام الشرع ينصره … نصرًا يلقيه من ذي العرش غفرانا

كل الذي قلت بعضٌ من مناقبه … ما زدت إِلَّا لَعلِّي زدت نقصانا

وما زال في علمٍ يرفعه، وتصنيفٍ يضعه، وشتات تحقيقٍ يجمعه، إلى أن سار إلى دار القرار، وما ساد أحد ناوأه ولا كان ذا استبصار، ولا ساء مَنْ والاه بل عَمَّه بالفضل المدرار، ولا ساغ بسوى طريقه الاهتداء والاعتبار، ولا ساح بغير ناديه نيل يُخْجِل وابل الأمطار، ولا ساخ قدمُ فتى قام بنصرته وقال: أنصر بقية الأنصار، ولا سُئل إلَّا ويداه مبسوطتان وابل كرم في هذه الديار، ولا سامه أحد بسوء إلا وكانت عليه دائرة الفلك الدوَّار، ولا ساقه الله حين قبضه إلَّا إلى جنة عدن، أعدت لأمثاله من المتقين الأبرار" (١).

وقال عنه الحافظ الذهبي: "تفقَّه على جماعة من الأئمة، وبرع في الأصول والفروع، وانتهى إليه الحفظ ومعرفة الأثر بمصر، وصنف


(١) "طبقات الشافعية الكبرى"، لتاج الدين السبكي (١٠/ ١٤١ - ١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>