"صحيح مسلم" (٢٣٧٥)، وأخرجه النسائي في "سننه" (٥/ ٢١٣)، وأحمد في "مسنده" (٣/ ١٢٠). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧٨٠٦)، والبزار في "كشف الأستار" (٢٣٥٢)، كلاهما من طريق صلة بن سليمان، عن عوت، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد بنحوه. قال البزار: لا نعلمه يروى إلا بهذا الوجه، ولا نعلم أحدًا رواه عن عوف إلا صلة، ولم يتابع عليه. وصلة بصري انتقل إلى واسط، وقد وقع في حديثه الخطأ، وقد روي هذا الحديث عن أنس، رواه عنه حميد وسليمان التيمي. قلت: صلة ضعيف جدًّا، ضعفه ابن معين والنسائي والدارقطني وغيرهم. وانظر "الميزان" (٢/ ٣٢٠). قال ابن حبان في "صحيحه" (١/ ٢٤٣): اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قادر على ما يشاء، ربما يعد الشيء لوقت معلوم، ثم يقضي كون بعض ذلك الشيء قبل مجيء ذلك الوقت، كوعده إحياء الموتى يوم القيامة وجعله محدودًا، ثم قضى كون مثله في بعض الأحوال، مثل من ذكره اللَّه وجعله اللَّه عَزَّ وَجَلَّ في كتابه، حيث يقول: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ} إلى آخر الآية، وكإحياء اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لعيسى ابن مريم -صلى اللَّه عليه وسلم- بعض الأموات. فلما صح وجود كون هذه الحالة في البشر، إذا أراده اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قبل يوم القيامة، لم ينكر أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أحيا موسى في قبره حتى مر عليه المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة أسري به، وذاك أن قبر موسى بمدين بين المدينة وبين بيت المقدس، فرآه -صلى اللَّه عليه وسلم- يدعو في قبره، إذ الصلاة دعاء، فلما دخل -صلى اللَّه عليه وسلم- بيت المقدس وأسري به، أسرى بموسى حتى رآه في السماء السادسة، وجرى بينه وبينه من الكلام ما تقدم ذكرنا له، وكذلك رؤيته سائر الأنبياء الذين في خبر مالك بن صعصعة. اهـ. وقال الإمام البيهقى في "دلائل النبوة" (٢/ ٣٨٨) بعد إخراج هذا الحديث: روينا في حديث ابن المسيب: أنه لقيهم في بيت المقدس. وروينا في حديث أنس: أنه بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء -عليهم السلام- فأمهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك الليلة. وروينا في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصة. وعن أنس، عن أبى ذر، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى موسى بن عمران في السماء السادسة. وليس بين هذه الأخبار منافاة، فقد يراه في مسيره وإنما يصلي في قبره لم يسار به إلى بيت المقدس كما أسري بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيراه في السماء، وكذلك سائر من رآه من الأنبياء في الأرض ثم في السماء، =