وفي "أطراف الغرائب" (٥/ ٥٦)، قال: غريب من حديث داود بن أبي هند، تفرد به المعتمر بن سليمان عنه بهذا الإسناد. اهـ. وكذلك رواه محمد بن أبي بكر المقدمي عن المعتمر، والمحفوظ عن داود، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عمه، عن أبي ذر. وأخرجه أحمد (٥/ ١٤٤) من وجه آخر عن أبي ذر من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد اللَّه بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم عنه، قال: كنت أخدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فأضطجع فيه، فأتاني النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا وأنا مضطجع فغمزني برجله، فاستويت جالسًا، فقال لي: "يا أبا ذر، كيف تصنع إذا أخرجت منها؟ " فقلت: أرجع إلى مسجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وإلى بيتي. قال: "فكيف تصنع إذا أخرجت؟ " فقلت: إذن آخذ بسيفي فأضرب به من يخرجني، فجعل النبي يده على منكبي فقال: "غفرًا يا أبا ذر -ثلاثًا- بل تنقاد معهم حيث قادوك، وتنساق معهم حيث ساقوك، ولو عبدًا أسود". قال أبو ذر: فلما نفيت إلى الربذة أقيمت الصلاة، فتقدم رجل أسود كان فيها على نعم الصدقة، فلما رآني أخذ ليرجع وليقدمني، فقلت: كما أنت، بل أنقاد لأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وإسناده ضعيف؛ شهر بن حوشب ضعيف، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين، وهذا منه، وليس في السياق ذكر الشاهد. وبالنظر في الطرق المتقدمة لا نرى الحديث يرتفع من الضعف إلى القبول، واللَّه أعلم. ذكر الألباني الجزء الأول منه في "ضعيف الترغيب والترهيب" (١٠٥٦) وقال: ضعيف.