ولعل هذا الاختلاف منه؛ فإنه لا يحتمل تعدد الأسانيد عليه، لكن الطرق إليه لا تخلو من مقال. والطريق الأول إليه فيه زيد بن عوف وهو متروك. وانظر "الميزان" (٣٠٢٢)، وعلى كلٍّ فلو استبعدنا طريق عبد الملك فالطريق صحيح إلى أبي صالح بدونه.
٢ - عبد اللَّه بن دينار، أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ١٨٨ - ١٨٩).
٣ - سعيد بن أبي هلال، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ٣٨٦).
٤ - ابن أخي كعب، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ٣٨٦).
٥ - عبد اللَّه بن ضمرة، أخرجه البغوي في "شرح السنة" (٣٦٢٨)، وهو من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه. فهؤلاء جميعًا رووا عن كعب، وأنظف الطرق إليه طريق الأعمش والمسيب بن رافع كلاهما عن أبي صالح عنه به، والأسانيد إليهما صحيحة، والباقي متابعات تؤيده. وله شاهد عند البخاري (٢١٢٥)، عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، قلت: أخبرني عن صفة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في التوراة. قال: أجل واللَّه إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه اللَّه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا اللَّه، ويفتح بها أعينًا عميًّا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (١/ ٣٧٤) وزاد: قال عطاء بن يسار: ثم لقيت كعب الأحبار فسألته فما اختلفا في حرفٍ إلا أن كعبًا يقول: "أعينًا عُمُويًا، وآذانًا صُمُومَي، وقلوبًا غلوفى". وأخرجه من وجهٍ آخر (١/ ٣٧٦)، عن عطاء بن يسار عن ابن سلام وساقه ثم قال: قال عطاء بن يسار: وأخبرني الليثي أنه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قال ابن سلام. قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (١/ ٩٣): وهذا أصح؛ فإن عطاءً لم يدرك كعبًا.