للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّمَا كَانَ بِهِ المذْهِبُ فَلَوْ جَوَّعْتَهُ ذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ. (٣٥٦)

مَا جَاءَ فِي خَرَابِ الشَّامِ

٢١٥ - قَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٍ فِي "صَحِيحِهِ":

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ وَإِسحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ -وَاللَّفْظُ لِعُبَيْدٍ- قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أبِي صَالحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنَعَتِ العِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا، وَمَنَعَتِ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا، وَعُدتُّمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدتمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدتُّمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ". شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ. (٣٥٧)


(٣٥٦) "تاريخ دمشق" (١١/ ٤٢٨)، وأخرجه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (١/ ٦٤٨) معلقًا من طريق الوليد بن مسلم به.
(٣٥٧) "صحيح"
"صحيح مسلم" (٢٨٩٦)، وأخرجه أبو داود في "سننه" (٣٠٣٠)، وأحمد في "مسنده" (٢/ ٢٦٢) كلهم من طريق زهير بن معاوية.
قال النووي في "شرح مسلم" (١٨/ ٢٠ - ٢١): أما القفيز فمكيال معروف لأهل العراق، قال الأزهري: هو ثمانية مكاكيك، والمكوك صاع ونصف، وهو خمس كيلجات، وأما المدى فبضم الميم على وزن قفل، وهو مكيال معروف لأهل الشام، قال العلماء: يسع خمسة عشر مكوكًا، وأما الأردب فمكيال معروف لأهل مصر، قال الأزهري وآخرون: يسع أربعة وعشرين صاعًا، وفي معنى "منعت العراق" وغيرها قولان مشهوران: أحدهما: لإسلامهم فتسقط عنهم الجزية، وهذا قد وجد، والثانى وهو الأشهر: أن معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان، فيمنعون حصول ذلك للمسلمين، وقد روى مسلم هذا بعد هذا بورقات عن جابر قال: "يوشك أن لا يجيء إليهم قفيز ولا درهم. قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك". وذكر في منع الروم ذلك بالشام مثله، وهذا قد وجد في زماننا في العراق، وهو الآن موجود، وقيل: لأنهم يرتدون في آخر الزمان فيمنعون ما لزمهم من الزكاة وغيرها، وقيل: معناه أن الكفار الذين عليهم الجزية تقوى شوكتهم في آخر الزمان فيمتنعون مما كانوا يؤدونه من

<<  <   >  >>