"الفتن" لنعيم بن حماد (٧٥٤). قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه يحيى بن سعيد العطار ضعفه جماهير النقاد؛ حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات والمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة. وانظر "تهذيب الكمال" (٧٤٣٠). مبحث في ترجمة نعيم بن حماد مصنف كتاب "الفتن". انفرد نعيم بن حماد بجملة كبيرة من أحاديث وآثار عن الفتن الواقعة في بلاد الشام؛ لذا فقد رأيت من المهمات الترجمة له هنا، فقد تنازع النقاد في قبول حديثه ورده. أولًا: ذكر من وثقه:
١ - يحيى بن معين، قال في رواية ابن الجنيد: ثقة. وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا: نعيم بن حماد ثقة صدوق رجل صدق، أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث، قال أبو زكريا: أنا قلت له قبل خروجي من مصر: هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شيء هذه؟ فقال: يا أبا زكريا، مثلك يستقبلني بهذا؟ فقلت له: إنما قلت هذا من الشفقة عليك، قال: إنما كانت معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب، فكتب: انظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل عليّ فإذا كان مثل كتابي عرفته، فأما أن أكون كتبت منه شيئًا قط فلا واللَّه الذي لا إله إلا هو. قال أبو زكريا: ثم قدم علينا ابن أخته وجاء بأصول كتبه من خراسان إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطئ فيه، فأما هو فكان من أهل الصدق. =