قلت: ومقاتل غير معتمد، فقد كذبه غير واحد كالنسائي وابن حبان، ثم ما قاله لا يقال من قبيل الرأي، ولا يقبل إلا ما كان مرفوعًا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فهو من الغيب الذي لا يقال إلا بوحي. (٥٦) "حسن" "شرح مشكل الآثار" (٤/ ٢٠)، وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (٣٣٦)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٨١) بإسناده، كلهم عن سفيان بنحوه. وهذا إسناد حسن، لكن اختلف فيه على سفيان على الوقف والرفع، فقد رواه محمود بن آدم المروزي، ومحمد بن الفرج، وهشام بن عمار، ثلاثتهم عنه بالوجه السابق، أي على الرفع. وخالفهم عبد الرزاق كما في "المصنف" (٨٠١٦)، وعنه الطبراني في "الكبير" (٩/ ٣٠٢ رقم ٩٥١١)، وسعيد بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي عمر عند الفاكهي في "أخبار مكة" (١٣٣٤) ثلاثتهم عن سفيان، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن حذيفة موقوفًا. وقد رواه سعيد بن منصور، عن سفيان بالإسناد السابق إلى حذيفة، أنه قال لعبد اللَّه بن مسعود: قد علمت أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة - أو قال: مسجد الجماعة". هكذا على الشك، ذكره ابن حزم في "المحلى" (٥/ ١٩٥)، وقال ابن حزم: هذا شك من حذيفة، أو ممن =